الشاعرة عفاف غنيم
رسالة ...من تحت الرماد
وجافانيَ الصحبُ في غربةٍ
فكيف سأنجو وأينَ المفرْ
وكيف الحياةُ وفي قاربي
ثقوبَ ضرارٍ وحولي غفرْ
جعلتُ مِنَ الموجِ مِنسأةً
أهشُ لما حولها منْ ضررْ
سأعلي غصوني وبي يقظةً
أراقبُ سهماً يقيمُ الخطرْ
رياحي رماحٌ ومن ثورتي
مرايا طُلولٍ تنادي القمرْ
يهابون عتماً وفي خُمّهمْ
تنامُ البسالةُ ، يبقى الخطرْ
تعقّبَ جرحي خريرَ مياهٍ
وباتَ نزيفاً لريِّ الشجرْ
وصوتيَ يعلو لقمعِ الرَدى
صريخاً كرعدٍ يصبُّ المطرْ
جمارٌ من الخوفِ تنتابني
وبين الندوبِ جمارٌ أخرْ
تصبُّ لهيباً وفي خافقي
رذاذ الرمادِ يبيح الشررْ
تفاقمَ صبريَ في غربةٍ
وشمسيَ غابتْ ولا من مفرْ
فكَفْكَفَ دمعي بزوغَ صباحٍ
كأنّ ملاكاً بقربي اعتمرْ
خطوطُ المرايا تشدّ خيالي
غروبٌ تمادى وبعضي هجرْ
وكم صدّ عمري سنين ضياعٍ
رميت الشراع فتاهَ السفرْ
اردنا الصعود بغير فكرٍ
رمانا دهاءٌ بلمح البصر
كخفّي حنينٍ يعود الخبرْ
مضغنا وباءٌ وفرّ الوبرْ
فهلْ بالجهالة تُبنى الصروحُ
وبالعلم وطؤوا ترابَ القمرْ