هذا الانسحابُ باهِتُ اللون - عماد أحمد عابدين

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

هذا الانسحابُ باهِتُ اللون ..
هذا الوداعُ باردٌ كالموت ..
و هذه النهايةُ الكئيبة
لا تليقُ أبدًا ..
بجلالِ الحُب ..
و قُدسِيَّتِهِ المَهِيبة
لا تليق بقصتنا المذهلة ..
و لا ...
ببداياتِنا العَجيبة

كنتُ أراكَ تبتعدُ ..
رويدًا رويدًا ..
كأنما كُنتَ تختبرُ جَلَدي و صبري
كانَ خريفُكَ ..
يحاصِرُ وروديَ البَاسِلة ...
و جَليدُكُ كان يزحفُ بِبُطءٍ نحوَ جَمري ..
ما ظلَّ شيءٌ أبكي عليه ..
و لا ظلَّ شيءٌ أعودُ إليه ..
بعدَ أن أشعَلتَ كلَّ أعوادِ الثّقاب ..
في غُصوني اليابِسَة ..
و في جذورِ عمري

صمتُكَ هذا ..
كم كانَ مُريبًا ...
أمامَ صُراخِ قصائدي ..
و غيابُكَ الثقيلُ ..
كأكياسِ الرَّملِ ..
كم كانَ حاضِرًا في مشاهِدي
كم كنتُ أكرهُ ..
أن اراكَ تدنو ..
حتى حبلِ الوريدِ من رُوحي ..
ثم تنأى بعيدًا بعيدًا عن وسائدي

أهذا عتابٌ ؟
لا ..
فقد مضَى وقتُ العتاب
أنَّى ينبتُ الوردُ مرَّةً أخرَى ...
في حقولِ من خَراب
أنَّى ترتوي ضلوعيَ الصَّادياتُ ..
من ينابيعِ السراب
لكنما هي رَجفَةُ الرُّوحِ الأخيرة ..
قبلَ أن يُواريها التُّراب
فسلامٌ على الحُبّ الذي ..
حَلَّقَ دَومًا ...
على أجنِحةِ السَّحاب ..
ثمَّ خَرَّ صرِيعًا مِنۡ عَلٍ ..
و يَداهُ لم تزالا تَدُقانِ ..
رجاءً أن تُفتَحَ الأبواب
....
عماد أحمد عابدين

» هنا - عماد أحمد عابدين
» في الصيف - عماد أحمد عابدين
» بِانتظارِكَ - عماد أحمد عابدين