لأنك تعرف ما لا أعرف
أسدلتَ على حبنا الستار
كتبت بحبر أسود أخر فصل
و أجدت تأدية الدور
لأنك كنت تعرف ما تعرف
بنيت بصمت الحواجز
عبدت طريق النهاية
لوثت بعقلك قداسة أشيائنا
أفرغت كلماتنا من قوامها
و لم تبقِ إلا على أصوات الإنكسار
و ضجيج الشك و صمت الخذلان
كم كنت أخشاه
و أخشاك
و أحبك
كم عاتبت صمتك
كم توسلت ضوءك
يبدد ظلاماً يخيم على روحك
كم حاولت نسف دهاليزك
و اقبيتك
هناك حيث تحتفظ بما يحرقني و يحرقك
كم تمنيت
لو أستطع أن أوقف عربدة الأسماء
و أزيل جبال التفاصيل
كنت منيعاً
أحببت التمسك بالوجع
لم تساعدني
كيف يمكن أن ترى الحقيقة
وأنت مصمم على تعريتها؟
كيف يمكن أن تكون هنا حيث أنا
و أنت هناك حيث إنسلخت و تركت ثوبي
ضاعفت بيننا المسافات
أفلت لذة المساءات
ما بقي غير خيال
يحشو بالأسى فراغنا..
----------
ناهد عبدالله