"إرث الجدود"
أسقيتُ من نهدِ المحابر أضلعا
وخنقت من جمر المواجع أدمعا
وذرفتُ من حرفي اللهوف حكايتي
زمناً يصدُّ توافقاً وتجمعا
وسطرت من ألم الجباهِ قصيدةً
فانهال دمعي بالحنين منازعا
فسألت نفسي من يداوي صحبةً
واشتاح فكري صرخة ومواجعا
وتسمّر الحزن الذي ينتابني
وسعيت من توّي أراكَ مدافعا
وندهت أسطول العروبة حالماً
فوجدته ظلما يهدّ مواقعا
فغرفت من نبع الشجاعة شربةً
كانت بحلقي بلسما متدافعا
وشربت من قهر الصحاب وجمره
قيدا بدا ، قد بات فجراً خانعا
أسمعتُ فرسان البلاغة أحرفاً
فرماحهم تغزو الضياع مخادعا
وحبست حلماً بالفؤاد نحيبه
ورتقت جرحي عزّةً وتلوعا
وجعلت أشدو في الحياة لوصلها
وتركت خلفي من تراجع خانعا
وشربت من ماء الشهيد شجاعةً
وكسرت قيدي كي أكون مدافعا
فإذا غوى في الأرض زرع خيانة
قامت ليوثاً كي تعيد مراتعا
ما بال وحدتنا تمايل غصنها
والنهضة الكبرى بكتكَ تصدّعا
أمّا العروبة قد تثاقل حملها
واختلَّت الأوزان ، بتْنَ فواجعا
في كل بيتٍ تشتكي أطفالنا
وحرائرٌ تبكي بكاءً موجعا
في كل لحظ للعروبة جمرة
والشعب يجري في الثرى متدافعا
قل للغرور وإن تطاول غصنه
لا بدّ يوما نستعيد الضائعا
فالحق إرثٌ من زمان جدودنا
سنعيده مهما الزمان تضعضعا
إن الزمان إذا تصدع عنوة
لا بدّ يوما أن يضمّ الأذرعا
.....عفاف غنيم.....