نبوءةُ أرصفةِ الوداع - نبيلة الوزاني

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

نبوءةُ أرصفةِ الوداع
--------------------

كلّ خصلةٍ مُجهدةٍ
في ضفائر ليلي
إلى حيث مداك ترحل
وعيونُ الأرقِ عنك تبحثُ
نجمةَ ...نجمة
كلّ زهرةٍ
رويتُها بماءِ ذكراك
تفتّحتْ
كلّ حديثٍ ببصمة صوتكَ
ترشُقني ذكراه
ويحملنى الصدى لمنتهاكَ
رجفةَ عطر...
كيفَ ستتركَ
شموعَ انتظاري
وصرخات أناملي
~~~~~
الحنينُ قضبانٌ
تجرّني
فوق جمر اللوعة
كلّما استغرقَتِ
المحطاتُ
في رحيلٍ ضبابيِّ
المسافةِ
اكتظَّني الضجيجُ
باشتعالِ زوبعةٍ
في قبضة التيّار .
~~~~~
الغربةُ شهقتان
شهقةُ نزفِ نبضٍ
على رمال الحيرةِ
وشهقةُ خطوةٍ جائعةٍ
تتضوّر قحطاً...
على قارعة الغيابِ
نظراتٌ تمدّ صوتَها
وتعُدُّ أياديَ الوداعِ
ما فتئَتْ للعودةِ
تحزمُ حقائبَ اللهفة
~~~~~
الشتاءُ قيثارةُ بردٍ
متخشّبةُ الأوتارِ
تشبهني كثيراً
كلّما ثرثرتِ العصافيرُ
داهمتْها
عواصفُ عقيمةُ المطر
والربيع ظلٌّ
يقفز فوق جبين الورد...
مَن يخبرُ الصيفَ
عن قسوةِ الثلج ؟
~~~~~
ليسَ ذنبُ السماءِ
أنْ فتحتْ ذراعيْها
لسنونواتِ حلمٍ هاربٍ
من مقصلة السراب
ولنيزكٍ يحترقُ
بمَا أوتيَ من لهب
ولا أن تتهاوَى
أسرابُ الحمامِ
فوقَ البحيراتِ الراكدة
ريشةًٌ في مهبّ ريشة
~~~~~
هل يُسأل التغريدُ
عن صمتِ الحجر؟
هو الحلُم الذي يخطفنا
في جاذبية التمنّي
مَن باستطاعته
أن يُخرسَ نداءَ
عبّاِد الشمس للضّوء؟
~~~~~
الأرصفةُ المودّعةُ
قالت لي :
أنَّ أنفاسَ الراحلينَ
تُطعِمُ المصابيحَ
بزيت الصبرِ
علَّ الريحَ
تُشعلُ فتائلَها
للعائدينَ
قصيدةَ لقاءٍ أخرى.

،،،
نبيلة الوزاني
01 / 02 / 2020

» ما بين الضّفّتين - نبيلة الوزاني
» صدى تغريبة - نبيلة الوزاني
» نبوغُهُم - نبيلة الوزاني