خبـرٌ عـاجـل
ـــــــــــــــــ
كلَّ مَطلعِ بخورٍ..
أمّي توقظُ الوجود ليحرسَ عصافيرَ الحياةِ..
لكنَّهُ يتأخرُ في النومِ، كثيراً، هذهِ الأيام
حقيبةٌ مدرسيّةٌ لمْ تفتحْ عيونَها، بعدُ..
غيمةٌ صديقةٌ..
دفترُ رسمٍ..
أوّلُ العشب..
جسرٌ، ثروتُه نصفُ جوعِنا..
كوْمةٌ منْ سكّانِ الهوامشِ..
أغفلتْ عَدَّ أسمائِهم أولويّاتُ الأصابعِ..
هذا مانعاهْ الإعلامُ..
بعدَ دعايةِ علكةٍ مَوْهوبةٍ ..
تزيلُ التجاعيدَ، وتنعشُ الرّجولةَ
تلاهُ خبرٌ "إنسانيٌّ" مَهيبٌ..
عن نعجةٍ ترمّلتْ، في الفلبين
نحنُ والموتُ بتنا أخوةٌ..
يلبسُ السّواد، ويحملُ الآسَ..
ويلطمُ خدودَه، خلفَنا، على القبور
مَنْ ألبسَهُ جبّةَ الدّمِ؟
كلُّ ما يمكنُكَ رؤيتهُ هنا..
جنازاتٌ، يتأبّط الشّهيـدُ فيها الشّاهدَ إلى منافي الضّمير..
أحياءٌ يستنطقون صلواتِهم عن كلمةِ رضا..
مآذنُ تفرغّت للعزاء..
بعضُ مقاهٍ عاريةُ الصّدور..
ومزاداتٌ على عفّةٍ، صارت خواتمَ في أيْدي اللّصوصِ..
رجالٌ دجّنَهمُ العجْزُ..
وامرأةٌ تسائلُ، خلسةً، مرآتَها:
أما زلْتُ صالحةً للحبّ؟
بيننا..
حدودٌ تمنعُ وصول المعوناتِ العاطفيّةِ
لعدمِ موثوقيةِ موالاةِ الفرح
وأنا..
تحتَ أزيزِ الشَّوقِ..
أترصَّدُ بوّابةَ المطرِ..
أفتِّقُ ذاكرةَ الحُلُمِ..
وأرْتجلُ غابةَ اشتهاءٍ، أسيِّج بها غَريبي
عن عيونِ خريفٍ مُحاربٍ.
-----------------
سعاد محمد