إعتراف .. فوز حمزة

حدثتهُ نفسهُ وهو يحشو غليونهُ بالتبغ :
كلُ شيء جاهز .. الجثة مغطاة بالدم .. تحيطها قطعُ الزجاج المتناثرة وبجانبها أداة الجريمة .. أما ادوات مكياجها المتساقطة على الأرض والتي تبدو غالية الثمن وتشير إلى إن الدافع كان السرقة .. لا ينقصكَ شيء سوى العثور على متهم .. حينها .. ستنام قرير العين ..
وهو يمشي باتجاه النافذة .. توقف عندها .. نظر إليها وحزن الأرض كلها قد سكن في عينيِهِ ..
كم هي جميلة .. كأنها ألهة للحسنِ .. شعرها الأسود زادها غموضاً وجلالاً .. فستانها الأخضر الضيق .. أظهرَ مفاتن جسدها الرشيق .. موتها خسارة .. بهذه الكلمات حدثَ نفسه ..
بغضبٍ ردتْ عليهِ .. إيّاكَ أنْ تضعف .. أنسيت إنك المحقق .. والعدالة تنتظرُ منكَ أنْ تنصرها؟! ضُعفكَ هذا سيخذلها .. فقط تذكرْ .. عليكَ العثور على متهم ..
سأنسى .. لكن فقط سأسالُ يديها قبل أنْ أسالُ شفتيها .. من هو أخر مَنْ تشابكتْ معهُ أصابعكِ في الرقص على ضوء تلك الشموع وحملتِ معهُ كاساً لزيادة النشوة وتبادلتما نخب غياب زوجكِ البارد؟ أيُّ عطر نثرتيهِ فوقكِ وأنتِ تستعدينَ له؟
بأيّة أغنية كنتِ تدندنين وأنتِ تستعدينَ لملاقاتهِ؟
كيف كانَ طعم شفتيكِ بعد قبلاته؟
بنفاذِ صبر ردتْ عليه نفسه:
أنْ راودكَ الضعف أو اقتربَ منكَ أشَهرْ بوجههِ دفتر مذكراتها الصغير ليقراً ماكتبتْ فيهِ .. سيخبركَ إنها أدخرتْ لهُ كلَ الشوقِ ثم نظمتْ له منه قلادة وجد وهيام .. أخبرهُ إنها وعدتهُ بكلِ ماهو جميل .. وعدتهُ بما لا تملك .. أطلبْ منهُ أنْ يكفَ عنكَ ..
حين لاحظتْ نفسه أنهُ يستجيبُ لها استدركتْ وألقتْ أمامه بكل أسلحتها لكن هذه المرة بقوة ..
بهذا الجسد أثأر لنفسكَ .. انتقم لكرامتكَ .. الفرصة أمامك .. لا تدعها تهربُ منكَ .. أمسكْ بالسكين .. خطَ حروف اسمه على كتفها .. لا تتردد .. اجعلهُ يدفع حياتهِ الثمن .. تذكرْ كيف كانا يسخرا منكَ .. ألا تسمعْ همسهما ؟ ضحكهما ؟ ألا ترى يديهِ كيف تعبث بها ؟ ألا ترى عينيهِ كيف تلتهمها ؟ أفعلْ .. أفعلْ ..
امتثلَ المحقق لما أمرته نفسه ثم ذهب ليتصل بالشرطة ليخبرهم أنه وجد زوجته مقتولة ..