وفي صمتنا حَكايا - نجلاء جميل

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

*** وفي صمتنا حَكايا ***

وأجمل ما في الصمت بأنه رفيق صادق ...
وهل يعقل بأن يكون رفيقا لنا ؟
نعم هو نِعم الرفيق الذي لا يمل منك ، يحتويك بكل أحوالك ...
حينما تُخدع بأناقة من حولك ، مساحيق تتجمل بها الوجوه ، ثم يُزال الضباب عنها ، فما الأناقة يا صديقي إلا جميل أرواح ،
تزينت بحسن خُلق ونقاء مشاعر ...
يكون الصمت رفيقك حينما تصحو من غفلة ، وشدة صدمة فيمن أعطيت له مقاما وهو دونه ، فيصيبك سهم التأمل بصمت ..
الصمت ملاءة تلف أوصالنا ، إما لأمنية جميلة ، وحلم عابر تتمنى بألا يدبر عنك ، أو صمت نُخفي وراءه ما في قلوبنا من أوجاع ضاق بها المدى ...
ومهما زاد صمتنا عن سعة صدورنا ، إلا وأن يجد مَن يمتلك الجرأة على هز أوتاره ، ليخرج ذلك الصمت عن صمته ..
تماما .. كنجوم ليلك وصديقة أنينك ، تلك الوسادة التي تعانق سفرك دونما أن تسافر ، وتجعل مآقيك تبوح بما لم يسعفك به لسانك ، أو حتى مشاعرك ..
أو كمحراب العابدين ، وصلاة المحتاجين ، وخشوع الساجدين ، هي من تأخذ بيديك لتلوّح من بعيد لوداع صمتك ..
أو ربما توءم روحك الذي يتوه بين نبضاتك ، فيعلم كيف يخرجك من صمتك ، ويطمس وَهْنا قد يراودك ، يطمسه بين أمل يزرعه بين كفيك ، لتغازلك نوارس الشطآن ، ابتسم لنقبل رفقتك ..
فما بيننا وبين صمتنا حكايا ، شمسها لا تأفل ، بين دفّات صفحاتنا التي تعرف كيف تخفينا من أنفسنا ، وتصافح قبسا من نور يعزف على أوتار عزتنا ، ويحتفظ بما يخفيه كبرياء بدر وراء صمتنا ...
فأنا يا صديقي لا أملّ الصمت ؛ لأنه رفيق الدرب ...
فتعلّم كيف تترفّع عن صغائر أشباه الإنسانية ،
وتعلّم كيف ومتى تصمت ...
# نجلاء جميل #

» كيف لي - نجلاء جميل
» سفر بلا وداع - نجلاء جميل
» في بلادي - نجلاء جميل