ويرحل الصديق * نجلاء جميل

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

نجلاء جميل

*** ويرحل الصديق ***

___________

أحيانا نتوهم بانتهاء حكايانا ، ولكنها تتوالى ، لطالما هناك نبض في أيسرنا ، لتكمل بنا رحلتنا ما بين مد وجزر بين رحايا الحياة . وما بين هدوء أمواج وعاصفة لشطآن لا تستكين يُزاح الستار عن مسرح من دفقات القلوب ، ونسلم أرواحنا لرب العالمين ...

نخطئ عندما نظن بأننا قادرون على أن نحيك وحدنا لحكايانا ثوبا جميلا ، كما وأننا نخطئ في مقياس ذاك الرداء . .

وكم منّا من ينخدع بزيف تلك الرؤية التي ولا بد لها وأن تسقط يوما كما تتساقط الأقنعة عن وجوه ملونة لأصحابها ، تارة تحسبها بيضاء صافية كنقاء الياسمين عند قلوب المحبين ، وتارة أخرى لا تعلم لها لونا وقد اختلف فيها العارفين ..

مَن حولك هم من يجبرونك على رسم تلك الخطوط في أسفارك والتي تندرج تحتها تلك الفصول من حياتك حتى وإن استطعت بأن تلون صفحاتك بريشتك الفردية ، إلا أن أسفارك تُستباح فتُغتصب ألوانك لتجد انعكاس قوسك القزحي على مرآة غريبة لست لك بها دراية أو معرفة سابقة ..

كنا نتناسى تلك المرآة التي استبدلناها يوما بمن كان لنا صديق ، أخ ، عزيز ، أو كان للروح خليل ، ولكنه سرعان ما رحل ، وما أصعب ذلك الرحيل وما زال النبض يجري في عروقنا ، تغلق كل الطرقات أبوابها ، لتجعلك تطرق محراب فؤادك ، لتسأله أين أنت منه ..

نتلقى ضربات ، ونتصدى لغيمات قاتمة ، خلناها يوما بأنها قطرات غيث نقيّة ولكنها حفرت في قلوبنا أخاديدا وجعلت منها مرتعا لخذلان وآلام سويا ...

وكأني أتيت اليوم لأرثي من كانت في جيدنا عقد نزدان بها ، كوريقات خريفية أسقطت طيف ما يُدعى بأنها صداقة ، وافترشت من الجفاء متكأً ، والتحفت الظنون ...

وما بين هذا وذاك يرحل ذلك الصديق ، بلا وداع ، بل عزفتُ له أنغام من الذكرى على وتر وُدّ من عقيق ..

فنعود لمن في السماء لنتشبث به سندا لنا ، فتعانق أرواحنا شمسنا وتتصالح عزتنا مع ذاتنا ، فلا تنكسر لنا شوكة ، ولا ينبري لنا مِعطفا ولكنها الروح تنهض من بين الحنايا من جديد لتنثر عبق الحياة بين الضلوع وتقول ...

ما زال لحكايانا رويّة طالما هناك في العمر بقيّة ..

______ وللحكايا بقية ______

#نجلاء جميل #

» كيف لي - نجلاء جميل
» سفر بلا وداع - نجلاء جميل
» في بلادي - نجلاء جميل