صباح ليس كالعادة
ريحه عاصفة تنذر بالشؤم ،
تشدّ بقوة آذان شجرة الكينا، فتتساقط اقراطها متدحرجة،
تتسابق الصغيرات للفوز بقرط .
في جيب مريلتي اخفيت عنهن قرطين.
رن الجرس..
في القاعة المعلم مكفهر الوجه، وكأن العاصفة سلّمته عصا قيادتها
بغضب يفتح كتاب:
فلتقرأو بصمت ...
الحصة على وشك الانتهاء .
من لم يعرف الإجابة سينال عقوبة .
طوى الصفحة،
على هامش عريض
(للمطالعة )
نزهة في الفكر :
عمود هاتف ارتفع خمسة أمتار، عصفور يريد أن يصل أعلاه ،كل يوم يرتفع ثلاثة امتار، ويهبط مترين
كم من الأيام يلزمه ليقف اعلاه؟.
التلاميذ المرتجفون من الخوف يجيبون دون تفكير، لأن الوقت لم يسمح لهم بالتنذهن .
على المقعد أضم رأسي بين زراعيّ، كي أخفيه عن عينيه، أو لأخذ تفكيري بنزهة على عجل ،علّني افلت من العقوبة
فالمعلم لا يعرف بأنني وأخي بمريلة واحدة،
يرفع صوته على مقربة رأسي، تحرره زراعاي المرتجفتين .
بصوت عالي يعيد على مسامعي السؤال بعد التأنيب.
أجيب:
ثلاثة أيام.
لم أعرف إلى هذا اليوم لماذا لم تعفني إجابتي من عقوبة الأسر لمدة نصف ساعة.
أخي المتصلّب أمام الباب منتظراً خروجي قبل أن يقرع الجرس لبدء الدوام المسائي .
أزرار المريلة واقراطي المختبئة بجيبها رأيتها تتدحرج أمام ناظري.
الدعسوقات النائمات بين خيوط قميصي الشيت الداخلي، لم يستطعن أن يخبئنني بين اجنحتهن الرقيقات كي لا تلوكني أعين المارة على الطريق.
كدت انسى ذاك اليوم لولا أن أطفالاً في زمننا هذا تجاوزوا العاشرة من العمر ولم يتسنّ لهم دخول مدرسة ولو جميعهم بمريلة واحدة.