هنا ..
وَدَّعَ تَمُّوزُ قناديلَ الشتاء
و هنا ...
بَلَّلَ الغَيۡمُ أثوابَ الحكايات ..
و أسَرَّ للرّيحِ ..
بما تُخَبّئُهُ نوافذُ أحلامِنا ..
لِوسائدِ المساء
هنا أضاءَ البَرقُ جُرحًا ..
كُنا قدِ احتَلۡنا عليهِ ..
و أوۡهَمۡناهُ بِقُربِ الشّفاء
و هنا ..
كان رمادُ ضلوعِنا مِلۡءَ المَدَى ..
أربعونَ عامًا مِنَ العِناقِ ...
أربعونَ عامًا مِنَ الاحتراقِ ...
لم تَكُن تكفي ..
لِهَكذا انطِفاء
...
هنا ...
حَطَّت علَى كُفوفِنا ..
أسرابُ العصافير ..
و حلَّقَت في أصواتِنا ...
رفوفُ الحَمام
و جاءنا البحرُ يمشي على استحياءٍ ..
يُلقي على شُطآنِ عَينَيكِ السلام
هنا سمِعنا ...
هديلَ نهرٍ ..
و تراتيلَ صوفيَّةً ..
و موسيقى من كَمَنجاتِ الغَمام
هنا ..
طابت لنا أيامٌ ...
ليتَها دامَت تِلۡكُمُ الأيام
....
هنا ..
قرَأنا سَوِيَّةً ..
ما قالهُ اللَّيلَكُ للفراشاتِ الرَّقيقة
هنا ..
تَحَسَّسۡنا مفاتِنَ الحُزنِ ..
على الأبوابِ العَتِيقة
و أسۡرَجنا خُيولَ الهَوَى ..
لعلَّنا نُدرِكُ قبلَ النَّوَى ..
مَراكِبَنا الغريقَة
هنا ..
نَعَى الصُّبحُ قِصَّةَ الليلِ و السُّهاد ..
كَجُورِيَّةٍ توَشَّحَت بالسَّواد ..
بعدما رقصَت مذبوحةً ..
لِبُستانيّ الحديقة
..
عماد أحمد عابدين