جدي القروي
يحيا جدي في قرية جبلية معزولة
يعانق السحب البيضاء
يطالع للمدى
بلقاء كالندى
ظل متدثرا بظل الجبل
تلك الجبال التي علق عليها امالا واحلاما
يملك أربع عنزات
وتذكرة قديمة لدخول السينما
لم يجرا على مغادرة قريته الجبلية
ودخول السينما ابدا
مشاعره كالجبل
كلما ارتفعت
ارتفع منسوبه
كاشجار السرو والصنوبر
عند صحوته
بين أروقة الشروق الساطعة
ياوي جاثما صوب الشعاع
لينفض الخمول عن جسده
يسرح أغنامه في المروج
الخضراء على امتداد البصر
لم ينم خارج بيته يوما واحدا
جدي القروي الذي نشأ على مبدأ
الأرض كالعرض لا يتجزأ
ما زال حب الأرض
في روحه وجسده
تتوغل
يفضل الموت شامخآ من الآلم
وإن كان في سره وجده منحني الظهر...
جدي المسافر الجبلي الاول
اجبرته القذائف أن يخرج من بيته
وهو يكز على أسنانه حنقا
بشهقة خائرة
لا يعرف النوم في المدن
نزح وترك قلبه
في بيته القروي
وعيونه تلمع بالنزوة والجموح
وهو يحلم أن يعيد شقائق النعمان إلى سفوحها
والطير إلى سماءه وموطنه
مرددا ربما غلبتني
الحياة بهذه الجولة
افين حمو