أدور على رفوف الورق
كقصيدة أنهكها تلف الشراع
وباعت مجدافها لأول قافية هائية تُهجّرهُ
فالوطن يضيق
والفجر بلا عين ثالثة
عين على أرصفة ذاكرة بلا موج
وعين أغمضت من شدة الأرق
ولازلت أدور على رفوف الورق
كحروف مبعثرات على شفاه شاعر هاوٍ
يستحدث كل الطرق لشنق المعاني
واخفائها تحت أوراق الشجر
كي يثير دهشة البحث عنها وعني
وهو ينفث الدخان من غليونه المشاكس
لازلت أدور على رفوف الورق
كأمنية رشّها طفل مشاغب
بألوان مشاغبة
تشاغب ملامح الزمان والمكان
كي يرسم لوحة سريالية دون علم بالسريالية
تاركا الحق لدميته أن تعجن ما تشاء بما تشاء
وأن تبدل الأزرق بالمكان والزمان بالالون
وهو يضحك حتى بكاء البهجة والفرح
لازلت أدور على رفوف الورق
معي بعضي وفنجاني
وعين امرأة أرهقها الحنين
تَعشق جدال الليل والقصيدة والمطر..
ناهد عبد الله