خسرتُ الرهان؛ لأني راهنتُ على ذكائك وفطنتكَ، وليتني لم أراهن، راهنتُ على وفاءكَ وإخلاصكَ وليتني لم أفعل، صِدقكَ كان من المسلمات عندي، فلم أراهن عليه، عجبي ! كيف تتغير صور مَنْ نحب بتغير صفاتهم، ولأني ضمآى، حسبتكَ ماءاً، فأذا بكَ سرابٌاً، سَيحيطكَ الندم وسيغرسُ أنيابهُ في عظامكَ حتى تسيلَ دموعكَ، ليسقي جفاف أيامكَ القادمة بغيابي، وبخسارتي للرهان، خَسرتني .
وجدَ هذه الورقة في جيب سترته القديمة، مزقها وبضحكة ساخرة، رماها للريح، استعداداً ليِخُسرَ في رهانٍ آخر .