وفي اللحظات الأخيرة، بعد كل قطفة عمر، أبداً لا أقول وداعا.
بل أخبيء أيامي في جيب معطفي السري، لتصحبني دوما ذكرياتي، بحلوها ومرها.
لا أحاول أن أتناسى لحظات الحزن، فأحيانا نحتاجه قدر احتياجنا للفرح، كلاهما يبلل أوراق أرواحنا اليابسة كما تبلل قطرة الندى زهرةً عطشى.
أحيانا نحتاج أن نغضب، أن نندم، أن نيأس، أن نثور، أن نقاوم، أو نشن الحروب.
نحتاج أن تفور مشاعرنا لحظةً ما، أن تُكسَر السدود أمام أنهار العمر الراكدة، فتجري مندفعة على موسيقى القلوب اللاهفة، كأحصنة برية تعشق حريتها، كراقصة بالية تقفز في الهواء برشاقة ليتلقاها رفيق مدهش، كرصاصة تشق سماء الصمت، أو كألعاب نارية تفرقع بألوان زاهية في ليلة عيد.
أحتاج دوما أن يضج قلبي بالحياة، لذا أبداً لا أقول وداعا.
شادن شاهين