كانت زخَّاتُ المطرِ ..
تسقطُ ..
فتُبلّلُ كلماتٍ خبَّأۡتُها في ضلوعي ..
لِتكبُرَ في موسمِ البُكاء ..
و تُصبحَ قصيدًا ..
ينامُ في دِفءِ مِعطَفِها ..
كُلُّ البائسينَ ..
و اليائسينَ ..
المُتعَبينَ ..
و المَسكونينَ بالشوقِ و الكبرياء
كنتُ أمشي تحتَ المطر ..
فَكَسَرتُ مِظَلَّتي ..
حينَ حَجَبَت عني ..
وَجهَكِ ..
و صوتَكِ..
و رائحَتَكِ التي لا تُشبِهُ بقيَّةَ النساء
كانت قدمايَ تخوضانِ في الماء
لكنَّ ضلوعي ظلَّت يابسةً ..
كأنما نُحِتَت من صخرٍ و عَناء
و ثيابي التي كانت تَقطُرُ ..
لم تشفَع لرُوۡحي التي ظلَّت تَتشَقَّقُ ..
ظمَأً لِرَشفَةٍ ..
من صَوتِكِ المُعَتَّقِ ..
كَغَيمَةٍ خبَّأَتۡها السَّماء
سيذهبُ الشتاء
و تكبُرُ السنابلُ في السُّهول ..
و يصيرُ حُزني قمحًا ..
يجمعُهُ الفلاحونَ ذاتَ صَيف ..
و خُبزًا ..
تعجِنُهُ دُموعُ النساء
أعرفُ أنَّكِ ..
أصبَحتِ عَصِيَّةً على مَواسِمي ..
و أنَّ وجهَكِ الجميلَ ..
لن يملأَ بعدَ اليومِ سِلالي ..
بالخَوخِ و الكَرَز و الكَستَناء
لكنّي ..
فلاحٌ لا تُثنيهِ الخسائرُ عن البِذارِ ..
و لا يمنعُهُ الجَدبُ عنِ الرَّجاء
فوجَدتني ..
أبذُرُ ما تَبقَّى من العُمرِ ..
لعلَّهُ يُزهِرُ قمرًا ..
يُضيءُ شُرفَتَكِ ذاتَ مساء
..
عماد أحمد عابدين