إضاءة أدبية ... للأديبة المتألقة د.ليلى الصيني
إضاءة أدبية مكثفة لقصيدة نثرية للمبدعةالأستاذة( نجلاء جميل)
الذي أقف أمام حرفها بخشوع
القصيدة هي...
*** همسات شاعر ***
جذوة الشوق ألهبت ما بين الضلوع ...
ترجل الحرف عن صهوة الهيام
طاف بين السطور ...
أيا شاعري ..
حنين يعانده الشوق وآزرته الصدوع
أسكنتك الروح ..
فكنت مزن غيمتي وغدير سقيايا
ومنك عطري يضوع
عزفتك نغما ، وشدوتك لحن قصيدي
فلغيرك ما عرفت قافيتي الخضوع
أيا شاعري ،، و يا حاضري وغائبي
أتشتاقني .. فإليك الروح تتوق ؟..
قفر مربعي وعاث ظلامي بين الربوع ..
اتكأ على مرفأ فؤادها ..
قبّل كف الصبابة بين معصميها
وتبسم ثغر مقلتيه وهمّ بالركوع
عبقت دموعه عطرا ،
وارتجف القلب الخجول
ناداها من بين حناياها
يا بنة الروح ، هاك نبضي
على شاطئ أجفانك يجول
كيف أشتاقك ..
وسكناكِ بين الثنايا يغازله ترياق البتول
وصايا العشق أنت بين ليالي العاشقين
أهزوجة الربيع محيّاك ، وشموس الغائبين
تتقد شموعي في محراب عينيك
أيا ملاكي ...متيم أنا وظلي في هواكِ
أحبك ، حب الفراش لزهور الياسمين في رباكِ
غفا عطرك في كياني واستكان كهف الحالمين
فتاهت قسماتي بلقياك كخشوع الناسكين
أيا شاعري .. وشعاع النور في زماني
ما بين زفرات الروح نبضات
فيك مسكنها وعنفواني
ويا بسمتي الضائعة أسألك الربيع ..
منك وإليك عنواني ..
_________
# نجلاء جميل #
...........................
الإضاءة الأدبية ....
الحب أسمى ما ترتقي إليه أحاسيسنا وأنبل ما تفيض به مشاعرنا
ينقلنا إلى عالم جديد يتنزه عما في سواه من منغصات وشوائب
إلا أن الحب ذاته في نظر البعض قد يكون سبباً في آلام المحبوبين
نعم ربما في بعض الأحيان إلا أنه يبقى عالماً مختلفاً وأكثر نقاءً.... .....
تعبير شعري كاد يذهب ساحقا لتلك التعبيرات الشعرية العشقية المتداولة شعرا والملفت ان العشق العربي يذهب مبكرا إلى الأهم والأجمل والأرقى منها وهو
"الخيل أو الحصان"
فتتقدم الشاعرة( نجلاء جميل) على صهوة خفق لا نستبينها اإلا مع استمرارية القراءة
فمن على صهوة الخيال الشعري يترجل الفارس عن الصهوة ليستبين الخفية المدارات خلف تعبير الصهوة ثم يتساير مع نفسه وكأنها اعشوشبت بصهيل لمعشوق او محبوب غير مرئي
ويحار القارئ حسا وفكرا قيدتهما اليها روح الشاعرة....
ولما يكاد القارئ تختلط عليه مشاعره الذاتية لا تنفك نجلاء عن انقاذه من السقوط عن صهوة العشق وبين هدأت العشب
وفي زحام أدبي راق تعود الشاعرة الى ذلك الحنان الأنثوي الطبيعي الخلق فيها لتذكرالقارئ المنساب بين كلماتها وتذكره جبرا عن دفء وشوق وحنين الأنثوية الشعرية
لتتجاوز ذاتها من مجرد أنثى شاعرة الى ذكر تائه في طبيعة الأشياء باحثا عن انثاه في مرابع القبيلة او العشيرة او في متاهات حضرية المدن باتساعها..
يكاد الثلث الأول من القصيد أن يبقى هائما واجفا في المرابع ما قبل الحضرية ؛ الا ان سلاسة الفكر الشعري لدى الشاعرة لا يقف بالقارئ هناك بين المرابع فيستزل من السماء ومن المزن وغيماتها وحيا هي أوج الإستعداد اللغوي له فتتقاطر الألفاظ الموحية بتحضرمنغمس او ملتبس بين المربع ثم جمعه في المرابع ؛ هكذا يتناثر العشق عطرا عبر أبيات شعر تتبادل سكناه ؛ من الثغر ولا يدع المعصمين وان تجاوزهما عبر الكف الى شاطئية الثغر ؛ ولا تغادر الأجفان وما صانت من عيون ؛ وينزاح القلب في التيار العشقي مرتجفا في بتولية تقف بين عاشق غائب ح وحبوب غاب عنه الإدراك في تمرحلية زمانية ربيعية الليالي وشروقات شمس لاتخشى ولا تخجل حتى لو ذهبت بها الشاعرة لتغمرها بكل ضيائها في ثغرات الشموع غير الذابلة ؛..
يذهب النص الى كلاسيكية العشق مع الربع الأخيرمن النص الشعري الذي صاغته باقتدار في قياده الى ما تبغي من ابداع يروق لها صياغته في شكله الكلاسيكي في ذلك الربع الأخير من النص ؛ فمن معبودية الحبيب الى ملائكيته ؛ الى حدائق العشاق الإنسانية
لكن العشق لدى الشاعرة ليس الا منسكا تعبديا يبدأ العشق منه وينتهي اليه ؛........
فتحيةوتقديرا لإبداعية الشاعرة
نجلاء جميل
والى مقدرتها الفذة على اجتياز وتجاوز الزمان والمكان ؛ في رحلة حب وكأنها كانت سفيرةاسراء ومعراج في عالم العشق والعشاق!!!