نعتناهم يوما بالأوفياء --- للمتألقة نجلاء جميل
*** نعتناهم يوما بالأوفياء ****
عظيمة هي قلوبنا ، وراقية هي مشاعرنا ، كم نعتز بها وكم هي تفخر بنا ، نحبنا كما نحن ، بل ونفخر بأنفسنا ، لأننا من ذوي القلوب البيضاء اللاتي يتوجها الحب والنقاء صافية دوما نوايانا ، نحب بكل صدق ونتعامل بكل ود ، لا نندم على خير قدمناه يوما لأحد كان منّا ،أو عرفناه أو ربطتنا صلة به أيّا كان نوعها ، قريبا أو غريبا ، صديقا كان أو حبيبا ، قاصيا أو دانيا ...
تلك هي مشاعرنا ، لا نعرف يوما لها زيفا ، ولم نحركها بأمرنا لكنها المشاعر والقلوب هي من تؤذينا أحيانا ، بسوء تقدير منا أو الأصح بحسن نيّة سلكنا تلك الدروب ..
نثور كالبركان في دواخلنا ، بسبب نكران وخذلان ، هم كانوا بالأمس بيننا ، يدّعون الحب والود وكأنهم نسيم من الأجنان ، تجمّلوا بطيب اللسان ، وحلاوة الوصف وأجادوا العزف على وتر الألحان ، أطلقنا العنان لأفئدة ما عرفت يوما ما يُسمى بالنقصان ، أغدق ما بين الضلوع عليهم بالعطايا وعبير الأرجوان ، علت وجناتهم بسمات،وفرحة عانقت أرواحهم وكأننا ملأنا صدورهم بشذرات من عبير الأجنان ، نعتناهم بالأوفياء ، وجعلنا ما بين الحنايا لهم ملاذا وقت السراء والضراء ، أنتم أرواحنا أحبتنا وعلينا يشهد رب السماء __ هم قالوها __ ونحن لهم مصدقون فما جال في ألبابنا غير أنهم أوفياء . بئس من عرفناهم ، فما كانوا إلا أشباه وخيال يرتدون من ثوب الخيانة معطفا ، ومن رداء المصالح إكليلا ، وكأنهم في سباق من يكون نصله أكثر سُما ليطعنوك في خاصرة وفائك وفي ظَهر ودك ولكنهم كالخفافيش تعمل في الخفاء .. تتقاذف بهم الرحايا بين محطات الحيوات .. قد نلوم أنفسنا وكأنها خارت قواها بين دواليب الأزمان ، وكأنها ارتكبت ما يُقال عنه ذنب وعصيان ، اسمه حُسن النوايا والكرم والغفران ..
يا هذا ، ويا أنت .. (اليوم أنت بعت) فما نحن إلا ملوك على العرش ، كشمس الضحى في السماء ، تزدان بنا الأقمار ، ويشرق البهاء منا كالسنا في مدارك الأكوان ..
يا هذا ، ويا أنت .. غدا ستُباع على ناصية النسيان ، وتأخذ آثارك رمال البَر والشطآن ، يا هذا .. لا تنسَ ..
ثق بأنك ستُباع بأرخص الأثمان ..
طوبى لمن فازوا بودنا ، وبوفاء ما بين الحنايا ، وصدق الفؤاد ، ومن جعلنا منهم أخلة وزففنا قلوبنا مسكنا إليهم، وطوبى لنا بمن اتخذوا منّا مسكنا وسكنا إليهم ، وأزالوا عنّا وعنهم غيوم الوهن والأشجان ..
هذا بياني ... قد باح بما عليه القول عصاني ، وبما كان في الصدر وقد آذاني .. ولكني أقول وأجزم ما زال هناك إنسانية ومكارم أخلاق وصدق مشاعر بين خلّان هم رمز للبشرية ..
(ومن استغنى فأنت عنه أغنى )..
فليكن هذا شعارك بين أناس يتعطرون بعبق العبثية ..
_____ وللحكايا بقيّة ____
# نجلاء جميل #
،