يا سادتي
أنا لم أعتدِ على أحدْ
لم أطلقِ الرصاصَ على أحدْ
لم أفرضِ الأحلامَ على أحدْ
ولم أجاملْ يوماً حاكما
ولم أقترب يوماً من صنمْ
وكلُّ ما قد صنعتهُ
أنّي لم أسجدْ لسيّدٍ
لأنّي في رحْمِ أمّي تعلَّمتُ السجودَ للواحدِ الأحدْ !!
يا سادتي
أنا لم أتّهمْ قصورَكم بالرّغَدْ
ولا بالفجورِ
ولا بظلمٍ
ولا بطولِ يَدْ
ولم أقترفْ معصيةً تغيظكم
غيرَ أنّي مُجَرَّمٌ بأنّي
أشهرتُ الحبَّ في وجوهِ الخاسرينَ
ولستُ راجعاً عن جريمتي
معصيتي
للأبدْ
يا سادتي
في حيِّنا الكلابُ لا تنامْ
لكنها لا توقظُ الجوعَ الذي يقتاتُنا في الصيفْ
ويلوكُنا شتاءً في الكبِدْ
في حيّنا كلُّ الكلابِ قانعه
بأنها مثلي ومثلكم
تنتمي للبلدْ !!
فمن حقّها أن ترتدي قلادةً في عنقها
وأن تنتقي لها رصيفاً
وأنْ تنزوي لشهوةٍ بريئةٍ
عن العيونْ
ترتاحُ من حراسةِ الأغنامِ
والولدْ !!
كلابكم في القصرِ نائمه
وحالمه
كلابنا معجونةٌ بجوعنا
بقهرنا
تواصلُ الصياحَ والنُّباحْ
تعاندُ النزوحَ والسّكوتْ
تُوحِّدُ الإلهَ
تشكرُ الصَّمَدْ
يا سادتي
لم تسمعوا نباحَها كلابَنا
فكيفَ تسمعونَ جوعَنا
ونحنُ في بطونكم أحشاءَكم
وكلُّ سيّدٍ صغير
أو كبيرْ
في قصركم
وغدْ !!!؟
أحلام الكيلاني ...