أين المطر؟
خلعتِ الشمسُ رداءها
الذهبيّ الموشّح
بحقول السّنابل
الشّمسُ أمست عارية
هجيرها اللّاذع
أحرقَ الحصاد
بدّد الأحلام
فالموسم صار يبابا بيباب
غابت زنود شمرت
تركت خلفها الثمار
بلا قطاف
المطر
أين المطر؟
أين خيرات السّماء؟
أين قياثير الملائكة
ترتّل ألحان الصّفاء؟
هل كلّها تاهتْ
أم صارتْ علينا الحرامَ
هل ما أراه نذيرَ شؤمٍ؟
أين تباشيرُ الحياة؟
في ابتسامات الجداولِ
في خرير الهمسات
أينَ الصّبايا والشّباب؟
هنّ يحملن الجرار
وهم
يحملون المناجل
يحصدون الغلال
هذا الرماد أمسى
بساط الربيع
والقياثير استحالت
إلى سلاح
يرافق الأزيز
نعيق غراب
الموت يحصد البشر
هل هذه حضارة
أم هذه خيبات؟
يا للعار !
يا للعار !
يا أمة المذاهب
والفتاوى
لقحي الغد
من عدوى الجهل
المتأصل في الأفكار.
سامية خليفة/لبنان