حلمت ليلة البارحة بأنني محاطة بكتب
تركتها خلفي في بيتي القديم
كان بعضها مشوّها من الحريق، بعض أخر مُزّقَ من جسده الكثير
والأخرون صاروا عبيدا بسلاسل واغلال
على جيد البائعين
مهملين من قيد إلى قيد
فارغين من الوميض
توارثوا الهزيمة
إعتلت صفحاتهم أمراض
تقتل الأحلام وتوزّع رائحة الأحزان
يترنّحون بين مآلات الفراغ
يلهثون وراء قصيدة
وتشقّق ملامحهم يشي بالظّلام
الشمس ترقد في غابة خلف التّلال
مسحت عنهم عنفوانهم الطفولي
بعضهم تقادمت نوافذهم واصفرّ أريج نصوصهم
تلاشت ألوان الرّيشة التي كتبتهم
بعيدين صاروا عن المعانقة
ومواويلهم بلا رجع صدى
أفلاكهم تطوف بعيدا عن القلب وشغافه
بلا حقائب يسافرون
غيوم ورصيد سحاب صيف
يجدلون ضفيرة لصغيرة لتمشط بساط السّهر
سماتهم سجن وتأبيد حصار
كيف اعيد رسمهم ونحت وجوه آلقة لهم
أصبحوا على هيئة بيت للدعارة
لا شيء دون مجاز جديد
يأتيهم بالرّيح لضخٌ اللّقاح
وعواصف تفزع ليل البائعين
أصطنع من قلبي مرفأ
أحول ذراعي لمجاديف تشق عباب السماء
أفرش لهم أمنا جديدا وبرٌا بلا حرائق
نحن لم نختار البداية
ولكنّنا نختار صورة النهاية
افين حمو