#أقعد#في بيتك ..
#وافتح كتابك#
في هذه الايام التي أجبرتنا على المكوث في البيت ،حيث وجدت الأُنس في العديد من الكتب التي تحمل قصص وروايات واشعار،،،ونجوب بعض الصفحات لنستنشق رائحة المقالات كذلك ،وكأننا نبحث عن كل الألوان..
بدأت في قراءة رواية الكاتبة عائشة بنور السوط والصدى التي اعادتني للعشرية السوداء ومعاناتها المريرة ،لكن رغم مرارتها إلاّ أن الكاتبة صنعت ربيعا سرديا شاعريا جميلا مفعم برائحة الورد في كل الفصول التي تحمل نبض الجزائرية الحرّة التي تجولت بنا عشر سنوات في حقبة تارخية سوداء ،لا يمكن لأحد أن يتجاهلها مع مرور الزمن ،خلدتها الكاتبة بصدق كلماتها ورسمتها بحروفها كلوحات فنية على جدار الزمن للأجيال القادمة، الكاتبة المتواضعة عائشة بنور تؤرخ دون إملاءات ولا مراقبات بصدق يمليه عليها ضميرها ووطنيتها ..
وكذلك مجموعتها القصصية التي تنبعث منها روح المسؤولية الكبرى إتجاه قضايا وطنها ومجتمعها ومعاناته ،كل قصة من قصصها تحمل رسالة إنسانية وصرخة في وجه هذا العالم الظالم للمستظعفين ،ليست كباقي النساء!! ولو بحثنا في روح الكاتبة عائشة بنور لوجدنها كذلك ،هي ليست كباقي النساء !!لأنها إمرأة تحمل هموم وطنها الصغير والكبير ،وتحمل هموم الإنسانية جمعاء وخاصة القضية الفلسطينية تنطق بها الحروف في كل قصة ورواية وحديث وكأن لها قلب منقسم لعدة أجزاء..
جزء في الجزائر والجزء الأكبر في فلسطين ،لقد تجاوزت عائشة بنور المرأة المناضلة المكافحة لأجل قضايا وطنية وعربية راسخة ،ربّما لن تتطرق إليها إمرأة من قبل بهذا الألم الذي رَسخ الصورة النفسية والإجتماعية والجغرافية التي تجاوزت حدود الإحساس وتألمت منها حتى الحروف، ،نحيب ام ،ووعذرية وطن كسيح،وأشباح الماضي ،وكهف أبي ،على جدار الزنزانة ،وعلى جدار هذا الزمن الذي يفتقد لإمرأة مثل عائشة بنور التي تختار القلم لتعبر به حدود الوطن.. وحدود الالم ..وحدود الزمن ..وتكتب لنا إرثا تارخيا نضاليا للمستقبل كشاهد قوي لها ،وتكون بذلك سجلت اهداف اخرى في نضال المرأة الجزائرية أثناء ثورة التحرير الكبرى..
(سقوط فارس الاحلام ) من يقرأ العنوان يعتقد أنه حب ضائع لكن الحقيقة عكس ذلك ،وحروف هذا السقوط قد أثمرت ب( إعترافات إمرأة)تحت ( السوط والصدى) فجمعهن الجحيم (نساء في جحيم)
عائشة بنور إمرأة يملأها اليقين والنور ...
شهادة حق بقلم #رزيقة