نص
تجشأت الامي علني أحيا بسكينة غير ان الامي أبت الا تئد سلسبيل صفائي وتستقر في احدى عيني فحولت كل الالوان الى سواد وجعلت حتى الاحلام يبابا يذروها القنوط فلا حلم ولاامل بل يأس وحزن شديد .تيبست عروق افراحي وتناثرت في الافق القريب حتى تحولت الى اتراح ونواح .كنت انظر الى الحياة مبتسما فتتراءى لي نجوم سعدي باسمة .زاهية .ومتراقصة .
وقف غراب البين على راسي وراح يفقا عيني ليسبع جوعه ويدمي ماتبقى لي من جذل .اما العين الاخرى فلم تصب بسوء بل ظلت ترى كل ماحولها وهي مبتسمة جذلة .ترى الجمال ولاتنظر لسواه .عيناي صارتا مثل قابيل وهابيل ولاتسعدهما مساحة وجهي البليد ولاتحتويهما ابسط الامنيات .
حسبت نفسي اسير على الصراط تحتي سعير وامامي جنان .العين المصابة تريدني ان اهوي لاكون لها حطبا والعين الاخرى تريدني ان اغذ المسير حتى اصل الى شواطئ السعادة وكمال الهناء .تريدني ان اجد في الفوز بالأمل الذي لولاه لاضحيت يباسا صفصفا .
اما ان لكلتا عيني ان تتصالحا وتلتقيا عند منتصف الطريق وتتنازلا عن الخصام ؟
انا لااربد ان احيا في سعادة مطلقة ولااريد ان استظل ظل التعاسة السرمدية .لااريد ان اعيش في واد ولااطمح ان اعتلي فنن الجبال .انا اقنع ان اعيش في السفح ورغم بساطة طموحي الا انه بعيد وميتقر في الافق البعيد .قدري ان تبقى احدى عيني معلقة بخطاطيف صدئة والاخرى تريد معانقة كل الزهور ولاترى الا خصرة ونماء .
وانا بينهما احيا حياة الجنة والنار في ان واحد .لكن قدري يأبى علي الا ان ابقى معلقا بين الارض والسماء فلا تطأ قدمي الارض ولاتطال ابتسامتي الجذلى السماء .