في مهبّ قصيدة
----------------
من ضفّةِ نهرٍ يعاقر عشقَه جنوناَ
لحوريةٍ
ذاتَ عُطاسٍ للبحر
شبكتْ في مجراه
كيف لعصفورةٍ ضئيلة الريش
أن تلفتَ انتباهَ
جريانِه ؟.......
قبل المطر برجفتيْن
سكن البردُ في شرايين القصيدة
ما يكفي عمراً من حنين
لم يكن باستطاعتي
إلّا التورّطَ في عطرك.....
عبر مواجد الظمأ أرسم السماءَ
غيماتٍ تصهلُ بك
أسرق من الشفق حُمرتَه الخالدة
بها ألوّنُ أظافرَ الانتظار
وأسقي أشجارَ ضفّتيكَ
نبيذاً يُثملُ تراتيل اللقاء.....
هنا ...على نواصي الأرق
حائرةً تجلس مشاعري
خلف نافذةِ صمتٍ يقضمُ هدوئي
تحتسي فناجينَ بثُمالةِ الآه
وتترقّبُ تأويلَ الحلمِ
الذي صفعَهُ السرابُ
قُبيل اليقظة بحسرتين ....
إنّي في تمام الهُزال
كَ (هارمونيكا ) يشربُها الهواء
دون صدى يستقبله صداك
متى تتوقف أوتار حزنكَ
عن عزف مرثيةٍ
بحجم ذكرى مكتملة الخيبات ؟....
في عُرفِ الاشتعالِ لو كنتُ شاعرةً
لنظَّمتُ قلبكَ
على مواقيت نبضي
ونفضتُ غبارَ الشجنِ
من عينيك...
هلْ مِن حبرٍ تسلّلَ ذاتَ غفوةٍ
من لوعةِ قصائدكَ
يتلو على قلقي
صلاةً آمنةَ الفرح؟.....
المشاعر والفناجين والانتظارُ
وهذا الليلُ
عاصفةٌُ حاذقةُ البعثرة
وأنا في مهبّ القصيدة
أبحث عن سطرٍ حنونٍ
في دفاترك القادمة
تكتبني فيه أنثاكَ الأخيرة
وتتقمّصُ مجازَ عطري
حين يُناديك.
،،،
نبيلة الوزاني
21 / 02 / 2020