فيديوهات المتضرعين إلى الله تزاحمت في صفحات الفيس بوك، الاستغفار وذكر الله هما سيدا المشهد؛ حتى إن غير المسلمين يهللون عند رفع الأذان مستغيثين بالله.
فرقتنا الحياة ... فجمعنا الموت!
على كل حال، بعد حين يرحل كورونا عن العالم، تاركا لنا تذكاراته، من أحباب صاروا صورا على الحائط يمتد عبر زواياها خطوط سوداء؛ وحفنة من روايات، أغلبها سيئ الصنع، تحكي عن الحب في زمن الكورونا.
سيرحل تاركا في كل بيت رفا مكتظا بزجاجات المعقمات وذكريات مضحكة من ليالي الحظر في بيوت لا تنعم بالوفاق.
سننساه، ويعود المصلون للمساجد والكنائس، ويعود الطائفون حول البيت الحرام، ترجف قلوبهم شوقا في البداية، ثم لا يلبث أن يحل محله الاعتياد.
ستخفت أصوات التضرع والدعاء وينشغل كلٌ بلقمة عيشه، وينسى وحشة الطرقات الخالية، ويعود ليتذمر من زحام الطريق.
سنشفى من فوبيا الأخبار العاجلة ووسواس متابعة عدد الحالات الجديدة، فقط نسقط في دوامة الحياة؛ وننشغل بمشكلاتنا الصغيرة ... التي ستبدو كبيرة؛ وننسى، وتأخذنا الحياة.
"وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ"
شادن شاهين