لم أعتاد على فكرة السجن حتى بمعناها الجديد اللطيف لو كان داخل واحة غناء أنا طليقة الخطوات واللسان طليقة النغمات كيف أجبر نفسي على أن التزم البيت أحسه سجن بيتي قبل الكورنا الملعونة هو مملكتي هذه المملكة كنت أقوم بكل شؤونها وتدابيرها دون تذمر أو كلل وغيابي عنها لساعات يجعلني أشتاقها وأعود إليها بأسرع ما أستطيع مجرد فرض الحجر شعرت أني داخل سجن بين الحين والأخر أقف على النافذة أجرجر أقدامي نحو الشرفات أطل على الشارع بنظرة حزينة لا يخلو من بعض المارين رغم الركود الذي وقع أنقل نظري على المدى الذي يطل أمامي عيني تتجه نحو حاوية القمامة أرى امرأة وطفل صغير يحملان كيس كبير يبدو ذو رائحة كرهة ينبشان بالحاوية ليخرجوا من تلك القذارة التي خرجت من بيوتنا كنوزهم التي تسد رمق جوعهم أو تساهم في أجرة الغرفة البائسة التي يقطنوها الأشبه بالحظيرة هكذا تخيلتها تلك الأم المنعزلة عن أبسط حضاراتنا هل سمعت بخطر الكورنا هل أحد عرفها خطر الوباء الذي ممكن أن يكون فتاك بها وبطفلها بينما نحن معشر النساء همنا الأكبر أخر صرعات الموضة و فنون الطبخ و المطاعم والمتنزهات التي حرمنا من الذهاب إليها تلك الفئة من الناس من المسؤول عن حمايتها على الأقل صحيا
ما أكثر عدد المشافي وما أكثر الأطباء اذا كان المرض هو الذي يؤلم فأمراضنا ليست في أجسادنا أمراضنا في أنفسنا في طريقة تعاملنا مع الأخرين نحن مرضى أكثر ان لم نكن نشعر بالآخرين وهذا هو الوباء الحقيقي ولا أظن مع كل هذا التطور أننا سنصل إلى العلاج