حينَ أكتبُكْ ..
تطلُّ البراعِمُ مِنَ الحُروف ..
يَتَدلَّى الكَرَزُ مِن عناقيدِ الكلمات
تُصبحُ السُّطورُ أقمارًا ..
تطوفُ حولَها الفراشات
..
حينَ أكتبُكْ ..
تركُضُ الخُيولُ البَرِّيَّةُ ..
في سُهولِ الصَّفحَات
يَتوبُ القَراصِنَةُ عن نَهْبِ الأشرِعَة ..
و تُسافرُ في مَوْجِ شَعرِكِ ..
آلافُ الحَمَامَات
..
حينَ أكتبُكْ ..
ينبُتُ العُشبُ مِن جُدرانِ غُرفتي ..
ويَصبِحُ قَلَمي قَصَبَةَ نايٍ ..
ترتدي اللغَةُ فُستانَها الأبيضَ ..
و تصبحُ أصابِعي أوتارًا لِلكَمَنجات
..
حينَ أكتبُكْ ..
يَركُضُ التلاميذُ إلى الحُقولِ ..
يُطارِدون العصافيرَ التي تَحُطُّ ..
على أشجارِ الأماني ..
يَقطفونَ رُمَّانَ الحَكايا ..
ويَعتَلونَ أَسطُحَ الغَيْمات
..
حينَ أكتبُكْ ..
يُصبِحُ صَوتُكِ ..
نشيدًا وطنيًّا لِطُيورِ الكَنارِي ..
تُصبِحُ عيناكِ مَلاذًا ..
للأماني الشَّارِدات
و تنامُ القِطَطُ الفارِسيَّةُ ..
على سَجَّاداتِ يَدَيكِ الحانيات
..
حين أكتُبُكْ ..
تهدَأُ الزَّلازِلُ في مَشارِق الأرض ..
وتهدَأُ في مَغارِبِها البراكينُ الثائرات
و تعودُ السُّفُنُ الضائعاتُ مُنذُ ألفِ عامٍ ..
َوَجهُكِ يُمسِي حينَها المَرافِئَ والمَنارات
..
حين أكتُبُكْ ..
يعودُ كلُّ شيءٍ إلى سَجِيَّتِهِ الأولَى ..
يعودُ العُمرُ سَخِيًّا بالمواعيد ..
يعودُ القلبُ مُبتَلًّا بالبِدايات
و تعودُ لقاءاتُنا الأولى ..
حينَ كُنّا نَنامُ..
على وِسادةِ الأماني ..
قبلَ أن تُوْقِظَنا يَدُ الخَيبات
...
عماد أحمد عابدين
19/3/2020