دمع اللقا
دمعُ القلوب كهطلِ سحب المبردِ
نزلتْ بوادٍ فيه زهرُ العسجدِ
وتناقلتْ أخبارهُ حين استوى
بربوعنا قد أزهرتْ كالموقد
ومضتْ بخوفٍ مثلَ طيرٍ يحتمي
جاءتْ بوعدٍ فيه كحلُ المرودِ
وتمايلتْ بجمالها فيه الغوى
فتباينتْ كلُّ الفروعِ لتغتدي
هذي بلادي بعد كربٍ جاءها
هي كالملاك ورمشها زهر النّدي
هذي الشآمُ شموسها وتراثها
هي والجمالُ ترابُها كالمعبدِ
يا شامُ أنت بالفؤادِ خميلةٌ
إن غبتُ عنكِ فأنتِ كلُّ المقصدِ
يا ما أُحيلى الزّهرِ عند الملتقى
والشامُ يغدو سحُرها المتجدّدِ
تلك الرّوابي وفيها زهرٌ عطره
فاح الأريجُ بوصلها كالمنشدِ
يا شامُ عفوكِ والبعادُ أذاقني
مرٌّ فأنتِ كنبضِ روحي أفتدي
مهما شكونا من عذابٍ نحتمي
في أجمل الأيام أنت كموردي
بعد الفراقِ و يومُها دمعُ اللُقا
مثل السّحابِ كهاطلٍ في الموعدِ
بقلمي
ندى يونس