لا تقولوا ماتت
ويلكمْ لا تقولوا ماتتْ أُمِّى
لم تمتَْ نحنُ الأمواتْ
نحن يا أمّى مقبورون بالأجسادْ
نحنُ تكبّلنا الأحقادْ
نحنُ عبيد ,,نحن الأسيادْ
نحنُ المحسوبونَ على الأعدادْ
نحنُ من يتبّرء منّا الشيطانْ
نحن من نغدر بالإنسانْ
نحن من تتجعّد فينا النفوسْ
نحن من نُقتل بالحرقِ وقطع الرؤوسْ
ويقولون هذا في كتب السيرةْ
ينتهكون الإنسانيّة والجيرةْ
نحن من يحيا فينا قابيلْ
والنصف الباقي هابيلْ
نحن القاتل ,نحن المقتولْ
نحن السجناء بهذا الكون
نحن من نحيا بالشجون
نحن الجبناء ونضرب بالظهر
ونهرب كالقطعان نحن المنبوذون
من أنفسنا من زمن الكبت أتينا
لنحرّم نبض الألحانْ
ونحن معذبوا الأنبياء
منّا يأتى يوسف بالآيات ليفتننا
فندين له بالولاءْ
جبريل يصلّي معنا
هكذا تفتي الأهواءْ
نحن نفهم في كل الأشياءْ
بالدين والذرّة والكيمياءْ
نحن سخرنا من تاريخنا من فطرتنا
وطمسنا الأمجادْ
نحن من دعّمنا القتل
وأجلسناهم بمقاعد المجد
نحن من حافظنا على الخاطف والمخطوف
وقتلنا الأبطال
ونقول الشرعية ألاف المرّات الشرعية الشرعية
ثمّ نضرب بالظهر
نسقي المقتول بماء النارْ
هكذا يفعل الأبرار
هذا مذهب ميكيافيلي
يقتل الناس ثم يصلّي
نحن ابناء فرعون أورثنا الغباءْ
أورثنا الظلمْ فغدونا أعداءْ
نتقاتل كى نثبت من منّا الإلهْ
تنبذنا البساتين وتنبذنا الفلاةْ
والآفاعى تتسلّل من ألسنتنا
جاهزة للدغ جاهزة للمضغ
تقتل كل من يعشق الحب
والسوسنةْ نسعى للهيمنةْ
نحن لبسنا عمة الدين
تحتها تخبز الفتوى تصريحٌ بالقتل
وتصريحٌ بالتفجير هذا شرع الغاب
وشرع الهيمنةْ
نسعى للوصاية بالميمنةْ
نحن التائبون ونحن المجونْ
نحن في النار وهم الناجونْ
مازلنا ياأمى في زمن الفتنةْ
يشهد عثمان علينا
ودماء علىٌّ مازالت تنزفْ
في ساحات القسوةْ في جوامعنا
فى كنائسنا في ثكناتنا
نحن نقول مالا نفعلْ
والكذب لنا ليس سوى مخرجْ
وأبو لهب مازال معنا
وامرأته حمالة الحطبْ
في كرداسةْ في الموصلْ في سوريه وطرابلس
لاتقولوا ماتتْ أمّى
لم تمت إنها تستلقى فوق حرير الكون
نحن الأمواتْ