موضوع: كان جدي ينام في المرفأ - مريم الاحمد الأربعاء يونيو 17, 2020 10:53 pm
كان جدي ينام في المرفأ.. يجهز لنفسه حيّزاً ضيقاً بين أكياس البضائع.. لم يعد يوماً.. إلى ما يسمى/بيت/ لم يجرب احساس العودة.. و فرحة الوصول.. لم يسمع مفتاح الباب /يطق/ تلك الطّقة التي تفتح لنا عوالم خبيئة.. دافئة.. قريرة.. ياما... لسعه البرد.. و رمدت عيناه من شدة الهواء المالح.. جدي.. لم يعرف كلمة سرير/ لم يستعمله أبداً/.. حتى عندما تزوج.. نام هو و جدتي على أكياس الإسمنت الرقيقة.. كان الجيران يضحكون.. و يتفرجون.. ينامان و قد أخرجا أقدامهما من الباب.. لضيق الكوخ... لم يستعمل جدي كلمة /أب/ لأن أبوه طرده عندما كان عمره أربع سنوات.. ليعمل حارس زريبة عند البيك.. نعم.. نعم.. لا شيء لدي أفخر به.. و لا مشكلة أبداَ.. من كل هذا العدم.. سرت على شوك الحسب و النسب الذي أدمى المدمّى! حتى طاولتُ الذرى... تسدل العصافير شَعري.. و ترتل شِعري! يا أرجوحتي.. يا تابوتي! أنا فقط في هذا الخشب.. مرفوعةٌ فوق الأكفّ الحبيبة.. أغفو.. .. .. مريم.