الزوجة صباحاً وهي تغسلُ الأطباق :
أيُّ صباح استقبل وملامحُ وجهكَ القبيح تطاردني ؟! أيُّ نهار أعيش وظلكَ الموحش يحيط بيّ ؟! بل أيُّ ليل أقضي وأنفاسك الكريهه تسد عليّ منافذ الهواء ؟! أنتَ لص ، سرقتَ أيامي وشبابي ؛ لتعيشَ حياتكَ وتمارس كل أنواع المجون ناسياً أنَّ لكَ زوجة تترقبُ عودتكَ .
لم أكنْ في حياتك سوى شجرةٍ تتكىء عليها حين يهدكَ التعب، تستظلُ بها حين تنتصرُ الشمس عليك، لكنْ، حين ينتهي كل هذا تتركني أعاني العطش حتى تيبست عروقي، تساقطتْ أوراقي، وها أنا امسيتُ لا أصلح إلا للنار .
الزوج وهو في الحمام :
آه يازوجتي، حبيبتي، عشيقتي، مازلتُ أراكِ تلك الشابة الرائعة الجمال التي سحرتني بنظراتها وآسرتني برقتها، لم أندم يوماُ لأني اخترتها زوجة لي، بل ندمتُ لأنني عشتُ أياماً لم تكوني فيها مع ، كنتِ لي كالنجوم التي تزين صفحة السماء، نسائم الفجر أنتِ، مازلتُ أراكِ أجمل الجميلات رغم المرض الذي تمكن منك على غفلة من الزم ، مازلتِ فراشتي الملونة، التي بوجودها يحلُ الربيع، حبيبتي، ستظلين حبيبتي .
الزوجة وهي تندسُ تحت لحافها :
لا أتخيل مساءاتي وأنتَ لستَ فيها !! عيونكَ قناديل الأمل التي أبصر بها، لا أتذكر إني عشتُ أيامي قبل أن التقيك ، كم كانت السماء كريمة معي حين منحتني أجمل أقمارها !! كم كانت الأرض رحيمة بيّ لتجمعني مع عشقي السرمدي ؟! بكَ اكتفيتُ من أيامي، مازلتُ أراكَ أجمل وأرق الرجال، سأظلُ معكَ، لنْ أدعُ هذا المرض الذي أخذ عقلك ينتصر علينا، أنتَ ل ، أنا لكَ .
الزوج وهو في الصالة يعبثُ بالتلفاز :
لا أدري لِمَ وأنا أراكِ أشعرُ أن الليل تؤام روحكِ السوداء؟! حين تمرين أمامي أدركُ أن للعتمة رائحة، أنظرُ في عينيكِ؛ أجدُ نفسي في غابة مظلمة تطاردني الوحوش فيه ، صوتكِ يشعرني أن الموت سعاد ، كم كنتُ هيناً على القدر ليضعكِ أمامي !! ليعاقبني بكِ، كم هي الأيام قاسية لتربط مصائرنا مع بعضها ؟! حين دخلتِ حياتي؛ انتحر الأمل، وهاهي دموع السنين تنهمر لتغرقني في لجة حزنٌ أبدي .
نهض الزوجان ليلتقيا وسط الممر .
.........................................................................................................