نظرَ إليّ بعينين كأنهما البرق وقد همس بعد أن أشاح نظره عني :
- في الحب .. تعجبني المرأة الباسلة .. التي تحارب لتظفر بمن تحب .
وسكت .. حاولتُ استرداد نظراته نحوي .. لكني فشلت .. فقلت من خلف ظهرهِ .
- الحب ليس بمعركة .. بل هو أمر محسوم لصالح المتحابين .. لا طرف يخسر أو يربح من دون الأخر .. فالحب فيها الخصم والحكم .
ولم يحر جوابا حتى هتف وهو يقف منتفضاً :
- حربٌ من أجل السلام .
وقفتُ وراءه وأنا أضع يداً مرتعشة فوق كتفه .
- أيُّ حرب تبغي لي خوضها للفوز بكَ ؟
- حرب عظيمة لقضية مقدسة .. يقودها الحب من أجل الحب .. جنودها مشاعر جياشة .
شدني تراخي عينيه ..
- ما حاجتي لخوض حرب أعلم أن الفوز حليفي فيها ؟
- أحقا ! يالغروركِ !
- سمه ما شئت أيها السائر بين الظلال .. ليتبدد ضباب عينيكَ .. لتشهد ولادة شمس .. عليكَ أن تدركَ أن حبكَ هو نصري الذي تلوح لي بشائره قبل أن أبدأ معركتي ..
- ضغط على شفتيه ليكتم كلمات كانت تنساب من فكره .
- كيف يسكنكِ السلام وانتِ لم تتذوقي طعم الحرب ؟
-
- ليتكَ تعلم أن السلام الذي وهبتني إياه عيناكَ .. أشعل وهج الحب فيّ ليطفىء نار العناد والغياب فيكَ .. لن أنحره على اعتاب شك واهن تعشعش بزنزانة .. وذهبتْ به مرتدياً حذاءاً ضيقاً .
- انكِ لم تدركِ بعد أن الحب هدية المنتصر .
- لكنكَ تسكن جوارحي .
- دنوتُ منه فرفعتُ يده على صدري وهمستُ :
- نبضي يهتف لكّ .. ليتكَ تفهم اني باسلة مقدامة .. أحملُ قلبكَ معي كتعويذة أمان من نساء الأنس والجان .. روحكَ الهائمة وجدتْ روحي مستقراً لها فلم تعد تقوى على الفرار .. ليتك تعلم أن إيماني بك ألهمني تراتيل صلاة العشق في صومعة الروح .. قيدي الذي يزين معصمكَ لن تكسره أمنيات امرأة بائسة .. حبكَ لم يبق على امرأة سواي .. فقد أمات كل الرجال ...
- التفت حولي فلم اجده .