موضوع: ربيع فؤادٍ تعيسٍ لا ينجلي - اسماء سنجاسني الجمعة يوليو 03, 2020 11:12 pm
ربيع فؤادٍ تعيسٍ لا ينجلي، تمزّق فيه #القلب حين قُطفت منه ذات العشرين ربيعا على #غفلةٍ، إذ كان الجو هادئا جدا في بيت أهلها، شمسٌ أسْدَلت شُعاعها على الفناء، #وأمّها في زاويةِ ظلٍّ تُرقِّعُ لها حجابًا تَفَدَقَ في جنبه، فيما كان #أبوها يحني ظهره نحو التِبْنِ يحمِلُه متجها إلى النِعاجِ، ونقر الخطى تفضح ما به من شقاء، #أختُها على السرير ترضِّعُ مولودها الجديد تنتظر مجيئها عند المساء، #وأخواتها الأخرياتِ ثلاثٌ عند بيتِ عمِّها ينتظرنها أن تأتي كي تبادلهن أطراف الحديث، #وأخوها الذي غرّبت الحياة البسمة من مُحيّاه، وفرّقت مناه، من شارعٍ لآخر يبحث عن عملٍ ليعود في أواخر المساء مُتذمِّرًا يصرُخ في وجهها أن اسكتي أريد أن أنام. أنام...غَرُبَ مفهومها #المؤقتُ دون موعدٍ، لتنام طويلا إلى الأبد، ويخذِل الموت كل من كان ينتظرها عند المساء، ليفتح في القلب جُرحا عميقا يصعُب أن يُقاوَم، اشتعل #الوجدُ وعمَّ الصقيع، وفي الصدر #مواجِعٌ لا تلتئمُ بالصبر أو تُضام، وكلّما تعالَ بين النساء صوت الشهيق إلا وقيلَ #صبرا يا آل البنتِ والله المستعان، ولكن...أيُّ غيمةِ صبرٍ تُطفِئ جمرًا بالأضلع قد اشتعل؟، وبين #الرجال صمتٌ حام حتى استقر، وجارٌ يُحاوِلُ كسره بقوله لا تيأس يا أب البنتِ وأحسن #الظن_بالله فإنّ الذي أخذ سيعطي، ولكن لهيب الوجع أحرق كل الكلام الذي قيل، إذ أنّ #الفقد وإن كان قدرا علينا أن نرضى به إلاّ أنّه #موجعٌ...جدا، يُبْقِي العين عطشى لمن ذهب، وغيومٌ تُمطر تسقي الذكريات وتحاوِل عبثًا أن تطفئ وجعا في القلب قد التهب، وأسبابٌ تبحث لنفسها عن سبب تفتح به بابا في الأفُقِ قد انغلق، فقد شبَّ #حزنٌ فوق كلّ التصور ليصبح #الأملُ صغيرا يكاد بالمجهر أن يُرى... كيف لا؟..... وفي الحياةِ كلِّها....لا يوجد #أصعب من فِراقٍ نعلمُ أنّ لا لقاء بعده. ................... مني أنا أسماء سنجاسني.