الآن الرابعة وثماني وأربعود دقيقة
أستيقظ من نومي
كأصواتٍ مَحشورةٍ في نفقِ الموت
كلّ شيءٍ في هذه المسرحية بارد
تبدو جميع الشخصيات
كأنّها حيوانات ميتة ،
أو تلتقط أنفاسها الأخيرة
أنا مندهش مثل أيّ أحد آخر
رأى شاهدة قبره مكتوب عليها
تموت جوعاً ..
تَجن ،
أو تقتل نفسك .. !
إنها نفسي والتي لم ألتقِ بها أبداً
فاللخلود دائماً شروط ليس من بينها الحبّ
لا أريد أن أموت عبداً في قفص الدموع
كانت لي القدرة على البكاء
أما الآن ..
فقد تجاوزت مرحلة الدموع
بين امرأتين ..
من ملحٍ وغبار
واللدَانة ..
والميوعة
ذات يومٍ ، كانت ملامح قليلة
كهذه ..
كافية تماماً ، لتكون وجها
تمنح القصيدة أناقة كاملة
كلما أودعوني التراب
كأن المقبرة مهدي
كلّ مرّة ،
لآخر مرّة
أخرج كجثمانٍ جديدٍ يليق بالصرخات
الصرخات المستعملة..
التي كانت بدورها تبدو جديدةً
كي تليق بشخصٍ يموت لأول مرّة
حين منحتني ثمانية دقائق للحياة
ما أنا .. ?
مَحض رجلٍ يبتسم في مُلصق
كان يحلم أن لا تتقلّص قُبلته بين شفتين .. ? !!