أعلم انني ارتكب أخطاء جمة
ولكنها أخطاء دون قصد
اشتريت كمية من الزيتون
وكنت واثقة من نفسي جيدا
لدرجة ظننت أن منال العالم
تنافسني في مهارة الطبخ
ولتشتت أفكاري
أضفت زيت محرك
السيارةإليه
فطنت ما اقترفته يداي
ولكن الوقت لم يسعفني
كان قاطعا كالسيف
بدخوله المطبخ
وتناوله حبة زيتون
كانت أشبه بطفلة صغيرة
تتلوى بين أصابعه
وهي تتحرك يمينا ويسارا
لتجد مخرجا من هذا الموت المحتوم
يده التي تشبه يد عملاق ضخم
وفمه كفوهة بركان
كان أشبه بفوهة جحيم أسود
أنتشل حبة أخرى
وأخرى
حتى فرغ الصحن
وانا أحاول بشتى الطرق
أن أكون يد العون لها
أن أكون تلك القشة التي تنجيها من الغرق
ولكن هيهات
كان الموج عاصفا جدا
وأقوى مني ومنها
جمدت في مكاني
كالمصدومة
كالناجية من فم سمك القرش
صعقت كمن يصعق بتيار كهربائي
للعودة الى الحياة
وهو يقول اااه يا له من زيتون
انه يشبه زيتون عفرين
أهو كذلك
أم أنك أضفت إليه زيت عفرين
لم أنطق بحرف واحد
تيبس جسدي
كتمثال جامد
دون أي إشارة حتى
ودموعي تسيل إلى الداخل
بينما تشقق جبهتي
وانا أحاول البحث
عن خطة للنجاة
مر وقت طويل وانا انتظر
كان الوقت كأنه في مكان ما صائم
ويغط في نوم عميق
كنت كمن يقف على حافة هاوية سحيقة
اااه انه الليل
ولم تظهر عليه أي علامات للموت
غط في نوم عميق
وانا اتقلب في فراشي
يمينا ويسارا
ها هو دوي شخيره
يصل إلى أخر الحي
كانت أحيانا تنقطع
كأنه تكتك جدي
في أعلى تلة
وبحاجة إلى القليل
من الدفع
ليعاود للإقلاع من جديد
كنت كنزيل السجن المحكوم
عليه بالإعدام
وينتظر الموت بين كل ثانية وأخرى
يحس باقتراب خطوات
العشماوي
لتنفيذ حكم الإعدام بحقه
اااه يا لها من ليلة طويلة
لم اذق الراحة
إلا بعد بزوغ شمس الصباح
وهو يقول لي صباح الخير أظنني استحق هذه الحياة الجديدة
وان اتنعم ببعض السعادة
لأنني حصلت عليها بجدارة وبعرق جبيني
بصمة حزن (افين)