أنغام على وتر الروح ------ للمتألقة نجلاء جميل
** * أنغام على وتر الروح ***
* * جميل أن نجد ذلك المرسى الذي تقنا للوصول إليه ، من بين مرافئ عديدة كانت دوما ترمق شراعك ، وتتمنى بأن ترسو على ضفافها ، كتلك القلوب التي كنت دوما تبتغيها ، وتناجي طيفها وترتضيها ...
حينما ترى زهور رياضك قد فاح عبيرها بين أركانك ، وترى نور البدر بين دجى كينونتك ، عندها فقط تعلم أنك أجدت الاختيار لبعضك من بعضك ...
كم هو جميل أن تختار لك مكانا يليق بك في قلب من تحب ، وأن تعتلي عرش قلبٍ كنت دوما تخشاه ، ربما يكون عابثا ، ولربما يكون هشّا أمام أول نسمة صيف تغشاه ...
وكم هي جميلة تلك القلوب النقية ، التي احتضنت نبضاتٍ ثكلى رثتها أجفانها قبل مقلها بسحب شجيّة .
وما بين هذا وذاك تجتاح المعادلة الصعبة تلك المشاعر التي تبحث عن الأمان ، وكيف لك أن تحمي ذاك الفؤاد الذي كنت دوما تبغاه ، وأن تحافظ على ذلك المكان الذي جعلت منه قلعة ترتد لها كلما خارت قواك ، وفراقك له لن تقواه ..
اجعل من مشاعرك حصنا ، لا تستجيب أبوابه إلا لمن أجاد النبض بين حناياك ، رغم قفر الأمكنة بين ثناياك ، وضجيج روح اعتادت على كبرياء لزفرات ودّ مختبئة بين كهوف الذكريات ، وكأنها نغمات على وتر تلك الروح التي كانت على الدمع عصيّة ..
ذلك الضجيج الذي يستكين ويهدأ بمجرد أن يمر طيف ذلك الحبيب الغائب ، والحاضر بين ثناياك ، تشتاقه وهو معك ، تتحين الفرصة للقائه ، تستغل المواقف لتبدأ الحديث معه.
كم جميلة تلك الروح التي تسكن روحك ، هو ذاك النصف الآخر الذي يكملك ، لا تغيب عنه ، يفتقدك في غيابك ، يسعد بنسيم طيفك ، يسمع صدى عزفك ، يطمئن عليك بصمت ، يزيل ضباب الكون من بين انشغاله ، لتنجلي صورتك أمام ناظريه ، فيطبق أجفانه بكل هدوء عليك ، فيتخذ لك من نبضات قلبه وسادة ، ويجعلك تلتحف همسات حب صادق ، لتغفو بين أركان أوتاره ...
فلتحمِ ذلك القلب الذي يحتويك بكل فصولك التي لا تنتهي ، الربيع بزهوه ، ونسمات صيف تعانق من خمائلها السلام ، وخريف القلوب بشجنه ، وشتاء يروي الفؤاد بمزنه ، وبين مد و جزر لكينونة النفس يكون التحدي ...
كيف لنا أن نجعل من شجرة مترنحة ، شجرة للانحناء أبيّة ، ولأغصانها الوارفة كأمّ حانية وفيّة ، تزينها بسمات من شذا الياسمين وعطورها الورديّة .. * *
________ و للحكايا بقيّة ________
# نجلاء جميل #