الغـريـب(2) - سعاد محمد

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

الغـريـب(2)
ـــــــــــــــ
ليلٌ رضيعٌ على يديْ غريبٍ
قالَ: هلْ أستودعُك ناري؟
وأمطرَني بالغزل..
أخرجَ من جيوبِهِ أرانبَ النَّبضِ..
هلْ أخبرُكُمْ كيفَ يُحتَسَى الوَلَه؟
وكيفَ تخشخشُ أساورِ الدّمِ في معاصمِ القُبَلِ؟
عن ملابساتِ اختفاءِ قمريْن يفقِّشانِ الحُصْرمَ
خلفَ غاباتِ النُّعاس؟
عنِ انحسارِ حريرِ المُقلِ عن حَمْحَمةِ الرُّخام؟
عنْ صوتِيَ الّذي نسيتُهُ..
يجادلُ المرآةَ في المسافةِ بين الجَّنةِ والتُّفاح؟
وأينَ يُقرصُ القلبُ ليوقظَ ما تأخَّرَ مِنْ براكين؟
عنْ خيَّاطةٍ ماكرة أفاقَتْ هذا اللَّيلَ..
من دمي تستعيرُ قماشاً لإبرةٍ جائعة وقمصانٍ لكُّلِ البشر؟
عن قمرٍ يلهثُ حولَ خَصري..
يعُدُّ أياديَهُ وهي تطعمُ الحَجَلَ
ثم يتكئُ على حائطِ التَّعب؟
.
الصَّيفُ ضيِّقٌ..
والأزرارُ عرباتٌ تجرُّ خيولَ التَّنهيدِ فوقَ جسرِ الغرقِ
قُبيْلَ الحريق، يعضُّ الشَّرشفُ أصابعَ النَّدمِ
والفجرُ يفطمُ السَّريرَ بصفعةِ ثلجٍ..
قالَ إنَّه نسيَّ عودَ الثّقابِ في حقيبةِ السَّفرِ
عدْتُ منَ النَّومِ أتعثَّرُ بالغيمِ
وخلفَ نافذتِي بكى عليَّ البحرُ
أنا المرأةُ الغارقةُ، دائماً، في حُلُم.
-------------
سعاد محمد

» خبـرٌ عـاجـل - سعاد محمد
» سكونٌ مطلق - سعاد السحنون
» شجون - آسيا محمد