سرد تعبيري
هلع وألم
الهلعُ يرمي بثقلِهِ على صدرِ الألمِ ،كلٌّ منهما يتَّهمُ الآخرَ بالغدرِ واللّاإنسانيّة،كلٌّ منهُما قضمَ أصابعَ النَّدمِ فالتَّنصُّلُ ما عادَ يُجدي والبؤسُ تفشَّى في العالمِ .الهلعُ السّاكنُ في المنازلِ والشَّوارعِ لا تخفيهِ كمّاماتٌ أو معقّماتٌ ها هو ذا يكشفُ عن سوءتِه وبوقاحةٍ ينزعُ عن النّاسِ أثوابَ الحياةِ، يؤجِّجُ الموتَ في وساوسِهِ القهريَّة ، الأيادي تهترئُ منَ المعقماتِ،الهلعُ يختصرُ الكثيرَ منْ زمنِ الألمِ،كورونا الهدنةُ الموبوءةُ في زمنِ الحروبِ،لعلّها هي أيضا حربٌ ولكنّها حربٌ من نوعٍ آخرَ .أيا شعوبُ أتريدونَ السّلامَ؟ كورونا وحدتْكُم في الهلعِ ليتكُم تتّحدونَ على المحبّةِ تتوحَّدونَ في الكلمةِ! أتريدونَ السّكينةَ ؟ها هي السّكينةُ تعتمرُ قبّعتَها السّوداءَ تغطي الفضاءَ بحزنٍ أبكمَ ! السُّعالُ أمسى فضيحةً والهمزُ واللَّمزُ أصبحا صديقا الهلعِ ،حين بكى القمرُ صديقَهُ العاشقَ وهو يلفظُ أنفاسَهُ في قبلتهِ الأخيرةِ،الحبيبةُ إكتسحَتْ مرابضَ الهلعِ لحظةَ الوداعِ أذابتْ أسطورةَ الهلعِ بقبلةٍ فإنْ ماتَ الهلعُ هل سيظلُّ الألمُ بِلا استكانةٍ يبحثُ في المجهولِ عن خيطٍ ،عن أيِّ خيطٍ وإن كانَ أوهنَ منْ خيوطِ العنكبوتِ ليزرعَ في أرضِهِ لغمًا أمْ أنَّ ابتسامتَهُ الصفراءَ ستهتكُ يومًا حرْمةَ السّوادِ لترسمَ فوقَ الشّفاهِ ضحكاتٍ ورديةً؟
سامية خليفة/لبنان