بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة والدي جورج قالوش ( ابو ميشال ) رحمه الله ورحم امواتكم جميعا اصدقائي الاعزاء ... لكم قصيدتي
...............
دعي الدموع
دَعي الدموعَ على الخدّينِ تنسكبُ
فالقلبُ جمرٌ مِن الآهاتِ يَلتهبُ
اليومَ يسقطُ وجهي عن إمارته
ولوعتي في شفاهِ الريحِ تنتحبُ
لا شيءَ الّا دويُّ الحزنِ في جسدي
والموتُ ساهٍ فلا يحنو وينقلبُ
أبي وَإِنْ للردى سلّمتُ أجنحتي
وطرتُ وحدي فنبضي ليس ينشعبُ
تلكَ العيونُ وعنْ عينيّ إِذْ حُجبتْ
هيهاتَ عن خفقاتِ الروح تُحتجبُ
ووجهُكَ النائمُ الريّانُ أعشقهُ
حسْبي بأني لذاكَ الوجهِ أنتسبُ
أناقةٌ ملأتْ مرجَ الزهور ندًى
ومزنُ حرفٍ لضوءِ الحسْنِ مصطحبُ
وقامةٌ ما حَنتْ إلاّ لخالقها
تخضلُّ من فيئهِا الأخلاقُ والنّسبُ
دنياكَ روضُ جمالٍ كلُّهُ قيمٌ
ما هزَّه منصبٌ أو غرَّه ذهبُ
لك المواقفُ والايّامُ شاهدةٌ
بها تباهى الورى أغرابُ أم قرُبُ
كنّا وكان زمانُ الخير يجمعنا
يكسوه حبّكَ يرعاه ونكتسبُ
ملامحُ الكونِ مثل العين باكيةٌ
منها اللآلئ والأنهارُ تنسحبُ
ووجنةُ الدارِ مُذ غادرْتَ جنّتها
سوداءُ ما اخضرَّ منها بالندى عشبُ
كم غرَّدَ الطيرُ في باحاتها فرحًا
يرنو إلى أملٍ ما نالهُ التّعبُ
يا حزنَ مملكةٍ قد غاب سيّدها
والغصنُ فيها ملاذَ الدفء يرتقبُ
أينَ الذي ظلّ بالعينين تُربتَها
فأزهر الفلُّ والرمّانُ والعنبُ
وأينَ ركنٌ اذا ضاقتْ بِنَا سبلٌ
ما خاب ظنٌّ لنا او ذلّنا طلبُ
مَنْ ذا يعيدُ إلى قلبي ودارتنا
فجرًا تعانقه الأضواءُ والسّحبُ
وَمَنْ يلمُّ جراحي حينَ تخنقُني
ولم يعُدْ ليَ أمٌّ أرتجي وأبُ
هذي الحروفُ جليدٌ لا تطاوعُني
كمنْ تجمّدَ في أجفانها اللهبُ
آهٍ على كلِّ حرفٍ سوفَ أكتبُه
وقدْ رسى الحزنُ في الالوانِ والغضبُ
يا أيّها الوجعُ المقطوفُ من فرحي
ولمْ يمتْ في عروقيْ الشعرُ والادبُ
يا ليتَ للموتِ سلطانًا ليقتلَهُ
يا ليتَهُ كذبٌ، يا ليتَهُ كذبُ
حياة قالوش
٢٨/١١/٢٠١٩