كنت أول خلقي
زر بقميص طفلة حديثة الولادة
كان قلبها ينبض كزنبقة بيضاء
وعصافير الحب بدمها تزغرد
الألوان المضيئة تخترق جسدي الصغير
قريب من قلب فيه دقات تنبض بلا خوف
ولا شقاء
كلما أسدل الليل علينا
راح يسربلنا بوشاح أزرق سماوي
عندما كبرت
أرتديت روحا جديدة
صنعتها لي يد القدر
تحولت لزر بقميص سيدة فاتنة الجمال
كنت الزر الثالث
لأكون قريب من أنفاسها وتنهداتها
كانت تغني لأشياء مستحيلة
تشعل الصباح بالقبلات
تضحك للشمس فتخجل من حسنها
لم أكن أراها كما يرونها
كنت أراها بقلب طفل
يرى روعة وجمال أمه
كنجمة في فلك دوار
يهتدي بها عابر سبيل
توقفت الحياة عليه
كنت معها في جميع حالاتها
وكيف ينتفض القميص
مع شدة تسارع ضربات
قلبها
شهدت أنطفاءاتها وشحوبها
تضارب الأوجاع في ضلوعها
واضطرابات مسارات نبضها
فجأة
تغير مسار حياتي إلى زر معوج
الآن اصبحت عاجزا مترنحا
معلق بخيط رفيع
يتدلى كخفاش
أعجز عن تقبل يأسي
على إعادة ذاك الخيط الطويل
الذي رسمه لي الشقاء في وجهي
أخبرونا عن هذا المصير المفقود
عن الشرير الذي نصب نفسه كإلاه
يقذفنا إلى كهفه المظلم
دون أن ينتظر اغتسالنا قبل موتتنا المحتومة
تمنيت لو تمنحني السماء
ذراعين كبيرين
وقويتين
لأضمها بقوة لآخر مرة
قبل أن يأتي الشيطان بمقصلته
ويفصلني عن ذاك الخيط الأبيض الرفيع
فأسقط
وأنتهي
زر في سهلة المهملات
افين حمو