قبس من نور
سمراء قوام النخيل،خضراء العيون،بشعر غجري ماله مثيل،تراءى لها قبس من نوربعيدا...بعيدا...
ٱنتفضت واقفة بعيون زرقاء اليمامة تتثبت من مبتغاها.
فرحت لما رأته بشع فقد ملت الإنتظار أعواما وأعوام.ورغم الأشواك المزروعة هنا وهناك والألغام المنثورة في كامل ترابها أصرت على الخروج فكانت تنهض مرة وتسقط أخرى وتنهض لتستمر في المسير.
كانت تشد رداءها باسنانها وبيديها فقد أصبح لا يغطي إلا القليل من جسدها الدامي،فقد مزقته الصقور بمخالب من نار وكان من جلد ثور فاح شذاه في كل مكان.
كانت تسرع في خطاها قبل غروب الشمس،وسدول ستائر الليل لكن رجليها تشققت ولم تعد تستطيع حملها،وفي كل مرة كانت تفرح من ٱقترابها لهدفهافينفجر لغم معلنا المطر.
وكم فرحت عند سماع رنين خلاخل تقترب منها لكن يا خيبة المسعى،لقد وجدت نفسها في منطقة موبوءة فماكان عليها إلا الألتزام بالحجر الصحي.
هاهي الآن محبوسة تنظر من النافذة على الالغام والاشواك والممات.
تنتظر ٱنتهاء هذه الجائحة لتواصل مشوارها للقبس المعهود.....
صبيحة حفيظ. 26/03/202