...أين كنت قبلها؟؟؟
- جاءتْ وفي يدِها إِضْمامَةُ زهرٍ وحولَ مبسَمِها هالاتُ سحرٍ, فكيفَ لي ألا أُهديها القصيدةَ؟ ..
- وأينَ هيَ تلكَ المرأةُ في ممالكِ قصائدِكَ ؟
- في باحةِ كلِّ حرفٍ وحرفٍ تقيمُ كما تقيمُ الملائكةُ في السماءِ ... وبينَ كلِّ قافيةٍ وقافيةٍ تَتَجَلَّى كقديسةٍ على ذُرى الجبلِ المُقدسِ ... وبينَ كلِّ فراغٍ وفراغٍ تعدو سبعاً كالمدِّ والجَزْرِ في خلجانِ الفيروزِ , وتعلو في أثيرِ الإيحاءاتِ بينَ التراتيلِ السماويةِ بَخُوراً من اللازَوَرْدِ ...
- وأينكَ منها عندما تحضرُ وأينكَ منها حين تغيبُ ؟
- عندما تطلُّ كلمحِ خاطرةٍ برونقِ الحورياتِ الشفيفاتِ تشرقُ راحتي شموساً وتحضنها أضْلُعي خَلَجاتٍ وشهقاتٍ , وعندما تغيبُ بكاملِ النُقصانِ وتختفي كالقمرِ الغريبِ خلفَ الغيومِ تذرفها مآقي القصيدِ غيمتينِ ودمعةً ..
- وهل تشبهُها تلك القصائد التي نُسِجَتْ لحنينِ شتائِها معطفاً من الأرجوانِ ؟
- وكيف لا تُشبهُهَا القصائدُ ؟ وكيف تنطقُ باسمها في المهدِ وهيَ إيماءةُ الصمتِ في ملكوتِ المجهولِ , وضحكةُ نرسيسَ المائيةِ كلما غاصت الظلالُ في أعماقِ البحيرة , وإيقاعُ رقصةِ الخيلِ في الفروسياتِ كلما زُفَّ وترٌ لغيتارةٍ , وجرفُ صَبْوَةِ الماضي في أخدودِ ذاكرتي لأُرجوحةِ الزهرِ وملاعبِ الازّقةِ الترابيةِ ؟!
- وأينَ كُنتَ قبلَها ؟
- أعومُ في زبدِ خرافةٍ , قلبي قصبٌ تَمْلَؤُهُ الثقوبُ وتعزفه الناياتُ تيهاً ...
وأينَ أنتَ بعدها ؟
- أَجعلُ عناقيدَ الحُبِ خمراً وأصُبُهُ للساهرينَ في هدأةِ الليلِ شراباً من نجوى الهذيانِ ..
....يتبع...........
==========
ميلا عياري