موضوع: أسوار مدينته - الدكتورة زهيرة بن عيشاوية الأربعاء مايو 13, 2020 10:10 pm
أسوار مدينته تحمي جدراننا المتداعية إلى السقوط ، من الأوهام ... الرباط الشامخ في عمق قلبه ترفرف فوقه حمائم السلام .. في كلماته المنمّقة ينبت الربيع و تزهر الأحلام ... على متن زوارقه نمتطي النسيان و نسافر إلى شواطىء النعمان .. في حضرته يختفي ظلنا فنرتوي من شمسه و ننام على كفوف الأمان ... معه سننتظر الصباح .. و ننشد لحن الحياة بعد ليل طويل و سحب و غمام .. متفائل خيرا و زارع للمحبة و الجمال ولا ينتظر أن يثاب ، لا يقرئنا رسائل اللوم و العتاب ... يعشق وطنا مرسوما بقلبه منقوشا بكل الأركان .. حبيبته تتحدث بلغة النوارس ، صوتها موسيقى تطوّقه كالوشاح .. يتعالى قلمه في وصفها ، هزت عروش قلبه و حركت حروفه و الوجدان .. قهوته انشراح .. يلتقي بها كل صباح ، كزخرفة ترنو في أحداق العابرين لقاء الأبدية في سماء الحالمين .. هدوؤه البادي على ملامح صورته يخفي وجها يبحث عنها .. تلاطمه الأيام و أحداقها و بريق قصائده ، منها .. ذاته المفقودة ، وأحلام قُبرت في منامه فأطفأت كل الشموع .. و كبرياء رغم الحزن أخفى أروقة الدموع .. هو هناك يرسم وردة في مكان اللقاء الأول و ينتظر إشراقةً تبدأ معها رحلته نحو السطوع .. هو لا يدري أين هو .. لكنه هنا .. و نحن نعلم أنه بيننا مدينة و رباط و سور و نجم مصيره حتما إلى السطوع ....
إهداء من كلماته الرائعة ، صديقي العزيز حبوب كل عام وأنت بخير وسعادة وصحة وسلامة كل عام وأنت صديقي 🤍