"سقط القناع"
رايت الصبح منهوكا بداري
وكفّ الفجر مسلوب النهارِ
وتهنا في انتكاس ضمن قيد
شربنا القهر في زمن انكسارِ
فهل يُرجى ضمير من رعاة ؟
وكم نسعى جميعا للديارِ !!!
ونبض الحرف مزهوٌ كصبحٍ
رداء الليل مثقوب الستارِ
أيسمو الغُرُّ في أرض المنايا
ويجثو الحر في ذاك المغارِ
سواد الليل يعلو في شموخٍ
أشمس الحق في أيدي الصغارِ؟
إذا صار الفجور غذاء فكر
فإن الخير مغلول الثمارِ
يُبيح الذلُ في قيد العذارى
وهذا الجمر يحرق لي مداري
وذو حق ينال سياط غدرٍ
وبات الجهل يعلو بالقرارِ
وكم جفّ القضاء وذا دهاء
وصُبّ الجمر في وضح النهارِ
صدوقُ القول موشوم بجرم
وفاجره يُتوّجُ بافتخارِ
ولا صوت يجود ببوح حرف
ولا دعوى تجاب لدى الكِبارِ
متى تشفى جباه من نفاقٍ
متى يسمو شعار الانتصارِ
اذا قالت رعاة القوم زورا
فكلُّ القوم في دنسٍ وعارِ
لقد سقط القناع عن الرزايا
وصوت الحرّ يعلو في الديارِ
فيا احرار قومي قد قضيتم
على غِرٍّ أتاكم بالدمارِ
فدمتم تاج عزّتنا شموخنا
ومنكم سيف حقٍّ للوقارِ
هنيئا جندُ فجر من جهودٍ
سعت كالريح في ردع الغبارِ
بنو صهيون يكفيكم غروراً
عظيم النار من بعض الشَرارِ
فإن ذهب الحياء بوجه قومٍ
فذاك الحرّ يسعى في الجِوارِ
...عفاف غنيم ...