قراءة ادبية تحليلية لقصيدة الشاعرة المتألقة ناهد بدران
كاتب الموضوع
رسالة
نبيل القدس Admin
عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009
موضوع: قراءة ادبية تحليلية لقصيدة الشاعرة المتألقة ناهد بدران الأربعاء مايو 20, 2020 9:24 pm
قراءة ادبية تحليلية لقصيدة الشاعرة المتألقة ناهد بدران بعنوان "سيمفونية وطن" بقلم : د. نجاح باراوي ..................... القراءة التحليلية : .. ياااالجلجلة دوي .. يصم الآذان بإيقاع جنائزي رتيب صاااخب .. مريب تشظى بملامسة واقع أليم عكسته نمنمات وغلااالات ذااات أنهكها لهيب الآهات وأضناها صراخها المكبوت خلف سدول تسربلتها عذابات أثقلت النفس بعميق جرح نازف أليم وبوح كليم ظلمته موحشة لم تبصر إشراقة النور فبحر الظلمات دامس غرقت في لجته الموحلة قوافل قطعان كماالأغنام خانعة .. بائسة .. يائسة استسلمت للقدر .. ومصير قاتم مجهول .. ألعلل فيها ..؟!! لم تنبث ببنت شفة أم لبئس المصير ؟! .. ويااااله من مصير ..!! مغلف بضبابية ألوان المأسااااة ..!! لواقع دامس .. فعويل وصراخ الأيامى التبست فيه الظنون وادلهمت الخطوب .. من منظور ذات أقل مايقال فيها أنها مثقلة الكاهل بالهم المجتمعي العام وباستقرائنا لحركية النص نجد اليأس مهيمن على حوافه حرفا وطرفا وروحا وصورة ومؤدى ..!! بعمق وشفافية آسرة .. وبتأكيد حضور فعلي واع.. رزين يجسد حركة التطلع إلى حالة قانطة.. يائسة .. خلف بصيص النور لاهثة وجذوة أمل تحلق نحوها بروحها الشامخة الراسخة المنسلخة عن وجود سجين مكبل بسوط رعاية خانقة سرقت أحلامها .. وخذلت تطلعاتها إلى ضالة مأمولة تؤنس وحشتها .. .. أهي حالة انعتاق أم تمرد وانطلاق شرود .. اشرأب راعشا عنود .. ؟!! لاستحضار تاريخ غابر يشع كقبس ساطع يعانق الضياء الكوني السابح في ملكوت التاريخ الإنساني العريق التليد المنزه عن أدران واقع ملوث لعمر سجين ووجود مثخن بآلام وجراح تنفر منه جملة وتفصيلا .. روح ماضية محلقة إلى عشتار .. وجلجامش .. بفخار .. للاستنجاد بآلهة العشق والحرب علها تستقي من صروح عمالقة الكون ما يكسر القيود والمراسيم والتعاليم الكهنوتية الآسرة .. وأخاديد السنين .. من زمن قاتم رغم العراقة حزين .. بالآثام .. بصراخ الوطن بجلجلة عويل ابن لم يتراءى منه إلا انكسارات ومتاهات زادتها قتامة واضطراب لذات قلقة مغمسة بالعذاب تعيش أزمة اغتراب تتوق للانعتاق من حاضر مسكون بالوحشة والغياب حد التماهي بوجود .. بلاوجود وشفافية أنثوية وعنفوان رحيم حرك النبض الوطني في شغاف الوتين منذ المطلع .. فعنوان القصيدة لافت يمثل/العتبة / التي نجحت الشاعرة باعتمادها مدخلا شفيفا للفضاء والبنية الدلالية للقصيدة التي أخذت تتحرك برمتها في نطاقه .. ( سمفونية وطن ) بدلالاتها وإيحاءاتها الشاعرية وجمهرة حشودها الصادحة بأعذب الألحان الموسيقية تتماوج متهادية لتتعالى ... وتتدفق لتتموسق بفنية تتناسب مع خلجات المشاعر الإنسانية ووقعها في السمع والروح بانسيابية .. وباستقرائنا لهرمية القصيدة نجد أمامنا نصا غنيا ذاخرا بالالفاظ الجزلة الغمسة بزفرات الآاااه العالقة بين الشفاه .. "هرمية النص في تشكيل الصورة الشعرية" : .. تميز النص في تشكيله للصورة الشعرية بانسيابيته في تشكيل خطوطه المتوازية وحرصه على نقل القارئ عبر تماوجات صور ذهنية نجدها حققت تآلفا ملحوظا بين الحسي والرمزي في الشكل والمضمون إلى الحد الذي يولد الدهشة لدى القارئ باللغة الاستعارية وفضاءاتها والمشاعر المشحونة بالألم واليأس والاستسلام حينا والتي خيمت على أجنحة النص بصور بيانية واستعارات مكنية وتصريحية ومحسنات بديعيية يمتد ظل النخيل .. تشتاق القبل . نازحا من رحم ديمة.. تغرغر الماسي ... ارضع نهدك ثغر الفصول ودقا من امان صور ولا أروع .. وتتجلى العاطفة الوجدانية الوطنية الانسانية العميقة الصادقة لتخيم على أجنحة النص من البداية إلى آخر رمق في القصيد تتخللها مشاعر الحزن والألم في جغرافيا أرض نازفة بصراعات دامية جسدتها حروف رقيقة الشجون ك هديل الحمام وبكل عفة فاقت كل ماقيل في الحب من مخيلة خصبة ثرية بشذرات ماسية تجسد عشق الشاعرة لبلادها وامجادها كمهد للحضارات الإنسانية عناق رحم ديمة عشتار .. زنوبيا .. بعشق كبير .. وألم عميق وواقع مرير .. .. شاعرتنا القديرة نظمت فأجدت .. وبحت فأوجعت وأمتعت بحزن سكن الضلوع وحلم نازف كسير الطرف موجوع وجراح آلام تطوي شعاع أمل يقتات الذكريات ليضيء شمعة واهنة في دهاليز حالكات عصفت بها رياح عاتيات من كل الاتجاهات... أجمل تحية ليراع خلاق .. وحرف مجنح رغم نزوفه رفرف في الآفاق .. ........................ النص : سمفونية وطن
لنا جغرافية الأرض فليتمدّد ظلّ النّخيل .... بين واحات كم استظلّت بفيئها عشتار .. ترسل همسات الشّوق لتمّوز ليوقظ النّرجس الغافي تحت الجليد عشتار ...يا ابنة القمر أين غيرتك العمياء ..؟ حبيبك اغتالوا اخضرار أفنانه فغزا القحط بيادر الرّافدين ... فليهبط صدى روحك أرض السّلام ...! الأطفالُ هنا يرتّلون الموت سمفونية وطن بوتر الشّهادة ... ابعثي فيهم شعلة الرّوح ... أعيدي للرّاعي إنسانيته فقد استذأب و أفنى القطيع ... ...كم أرضع نهدك ثغرَ الفصول حتّى غلّ رحم الفيافي ... لا ترسمي القحطَ على مبسمِ رمالٍ تشتاقُ القبل و لا تلامسي وجه دجلة دون عناق ..! ..الفرات بين جرفيه تغرغرُ المآسي و تدمر تتوق لنسمة من بابل .. جلجامش .. أعد للحريّة صولجانها و ليكتمل الهلال الخصيب في ليلةٍ تبعثُ فيها زنوبيا لتربّتَ على كتف الأحزان .. لكم موجع أن يرحل كلّ شيء و يبقى الموت يلازم الأجساد هنا في أرض الأولياء ....تغيرت ملامح الشّمس و القمر أرهقه الدّوران ....يا نازحاً من رحمِ ديمة إلى أرض الشّقاء .. أسمعت ....؟؟ ثمّة من يناديك بين حبّات التّراب ..! نحتاج ودقاً من آمان ..
الشاعرة : ناهد بدران
قراءة ادبية تحليلية لقصيدة الشاعرة المتألقة ناهد بدران