شوق في ايّام الحجر (الجزء التاني والأخير ) - حياة قالوش

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

شوق في ايّام الحجر (الجزء التاني والأخير )
.......................
إننّي الآنَ تراميْتُ إلى أقصى رغابي
ونقاءٌ يتجلّى في حنيني
كُنتَ محظوظًا بما يكفي ويُثري
يَحسدونَ الشّمْسَ إِذْ طالَتْ قميصَكْ
يحسدونَ الشّمعَ إذ كانَ بصيصَكْ
سوفَ أُخفي الحزنَ في صدرِ الأغاني
وإلى وجْهِكَ أرنو
هُزّ جذعي يتساقطْ ألفُ نجمٍ
وسمائي تتلاشى في سماكْ

هُو ذا الطيرُ يغنّي
فألمُّ الوقتَ خلفي قبلَ أنْ يولدَ لحني
عرْيُكَ الصّاعقُ يرفو غيثَه
كلَّ هطولٍ أهدمُ العتْمَ وأبني
بانكساري في غيابِكْ
وانبعاثي من سحابِكْ
أتلظّى بيْنَ صدقي وارتيابي
بين أمسٍ ما أتانا
وغدٍ قَدْ مرّ عنّا
أتُرى هلْ كانَ من أحْببْتُهُ طفلًا
يواسيهِ رِضاكْ

لا تلُمْني
إِنْ جعلْتُ العمرَ رؤيا وابتساما
واتّخذْتُ الحبَّ وجهًا ومقاما
فأنا بالحبِّ أحيا..بتراتيلِ الخزامى
بهُتافِ الطيِّبينْ
بعيونِ العاشقينْ
قاسَموني النّبضَ حلْمًا ومَتاعا
يعجنون الصّبر بحرًا وشِراعا
كيفَ أرمي حجرًا
من رحمِ الحبِّ بعينيْكَ هناكْ

ما الذي أبقاكَ عطرًا
ولقدْ بعتَ ورودي للجواري ؟
تُلبسُ الأمواجَ أعذارَ الشتاءْ
غرقَ النّهرُ، ولكنْ
ظامئاً نحو لظاهُ
فإذا أمْطَرَتِ الدّنيا حِسانًا
ستظلُّ العاشقَ العاريْ الذي يبحثُ عنّي
بينَ أفواجِ النّساءْ
وأراني
لَمْ أزلْ أحيا بأوهامي.. بأحلامِ السماءْ
أُوقدُ الشمسَ بماءٍ
وعيوني ترقبُ الفجْرَ البعيدْ
من كهوفِ الغيْبِ.. من ضوءٍ عنيدْ
وكلانا تائهٌ بيْنَ مدى هذا وذاكْ

في ممرّاتِ النوى
حين كفوفُ الحقدِ ذرّتْ بمآقينا سمومًا
فإذا بالسُّهْدِ قلبي
وإذا بالخوفِ دربي
ما ادّخرْتُ الزهرَ والأفياءَ إلّا
لسَنا الوجهِ الذي ألهبَ شوقي
ليتنا مُذ نحنُ كنّا
لَمْ نجدْ في الدّرب شيئًا ..فانتبهْنا
هكذا ينطفئ الحلْمُ ويفنى
فلِمنْ أتركُني
لي وطنٌ، أخصبُ أرضِ الكونِ فيهِ
سرقوه خلسةً من زارعيهِ
أنتَ كالشّعرِ وكالماءِ وكالخبزِ المشهّى
أشتهي ما سالَ مِنْ ذكرى على أيقونةِ الغيبِ
وما أذْكتْهُ بالمزْنِ يداكْ

إنّ يومًا يثأرُ الغصنُ مِنَ الإعصارِ فيهِ
أبدًا ليسَ بعيدًا
لا تقُلْ لي ما الذي أبقتْ سياطُ البعْدِ منّا.......؟
فجناني كانَ يذوي زهرُها
لو أنها أقْنعتِ الفجْرَ بأوراق أساها
عشْ بقلبي فرحًا يحنو عليْنا
دمعةً تشتاقُ كتْفي
نحضنُ الصبْحَ الجميلا
رَغْم ما قالوا وقيلا
وسواءً جئتني العاشقَ أمْ جئتَ غريبًا
آهِ لو أنّي على زَنْديكَ ألقي بجبيني علّني أحظى
بما يُحيي خريفي
ندماً أبكي على ما فاتَ من صيفِ ربيعي
ذي حروفي قد جَمعْتُ العمرَ فيها بكتابي
كلُّ ما فيه رُؤاكْ
حياة قالوش
في٢٠/٥/٢٠٢٠

» شوقٌ في أيّام الحجر - حياة قالوش
» " الشهيد" - حياة قالوش
» دعي الدموع - حياة قالوش