أنثى تعشق الشعر حتى الثمالة - الطبيبة الشاعرة ليلى الصيني

Admin عدد المساهمات : 2717 تاريخ التسجيل : 26/02/2009

الطبيبة الشاعرة ليلى الصيني من سوريا
- أنثى تعشق الشعر حتى الثمالة
- في وقتنا الحاضر قد طغى الأملاق والنفاق على النقد
أجرى الحوار: رامـي الـحـاج

الطبيبة الشاعرة ليلى الصيني من سوريا مرآة للمرأة السورية المثقفة والمحبة للشعر والأدب، شخصية متالقة في حديثها حين تحاورها، بحيث تغوص في عمق السؤال ومن السين والجيم تقرأ في أفكارها عجبا مثل الراح الذي يكوي الجرح دون ان يحرقه، وتدرك انها بأسلوبها السلس وتنوع ثقافتها، تمتلك ناصية الشعر وفي قصائدها وصفات رهيفة الحس ومتقدة المشاعر وفي منتى الدقة والبلاغة والبيان، لا تشبه تلك الوصفات الطبية التي تعودت عليها بحكم مهنتها.
ليلى الصيني تنشط كثيرا بكتاباتها عبر المنتديات الثقافية لتؤسس لنفسها أقاليم مأهولة الحلم، بالإنتشاء، بالأمل المؤجل على قارعة البياض، للوطن الأم التي يؤلمها فواجعه ومواجعه، لكل معاني اللإنسانية وتلافيف ذاكرة الحياة، تكتب لأنها تؤرخ بقصائدها للحظة الصادقة وللموقف المؤثر وللمشهد الحاضر قبل فوات الأوان.. ومن حروفها ينساب القصيد وتعيد رسم الحكاية.

من أين تريدين أن نبدأ؟
لنبدأ في بيتين من الشعر :
أدمنت أشرح للهوى اسبابي
وأبثه حزني الخفي وما بي
أدمنت حرف الحزن روحي شعلة
أنثر على وجه القصيد عذابي

لو فتحت لك الاقواس ماذا تقول عن نفسك؟
أنثى تعشق الشعر حتى الثمالة، أحلق كالنوارس وأقطف من الغمام أحرفي.. ليلى عبد الرزاق الصيني طبيبة أشعة من سوريا مواليد 1985م

ما هي التجربة الأدبية والإبداعية التي لازالت راسخة في ذهنك؟
لكل تجربة ابعادها الأدبية والفنية، والإبداع حالة من التحليق الروحي في مسار الأديب أو الشاعر واضرب لك مثل تجربة محمد الماغوط وإبداعه في شتى انواع الأدب وغيرهم من الأدباء والشعراء

هل النصوص الأدبية تكتبك وتقولك أم أنها فقط لحظة صدق أبدية؟
الشاعر كالسحاب حين تبرق الفكرة، تهطل شعرا فيجسد الشاعر النص بأدواته ويسكب من معينه الماء الفرات. فيروي به القلوب الظامئة بلحظة صدق حين الشعر يكتبنا

الفضاء الأدبي يفتقد إلى الحائط النقدي، ما الخلل برأيك؟
سؤال جميل، دعني أكون صريحة معك، فالنقد له وجهان سلبي وإيجابي، وأني أرى في وقتنا الحاضر قد طغى الأملاق والنفاق على النقد لأن الناقد يأخذ في اعتباره أمور كثيرة أو لغاية في نفس يعقوب فأصبحنا نرى المديح والإطراء على نصوص لا ترتقي للحديث عنها وهي دون المستوى واليوم كل من قرأ نظريتين اصبح ناقدا وهذا الأمر مؤسف للغاية وطبعا هناك حالات استثنائية لبعض النقاد المتمرسين ولهم باع طويل ويمتلكون أدوات التشريح ويضعون يدهم على نقاط الجمال والضعف في القراءة النقدية
هناك من يعتقد أن النشر والمهرجانات تصنع منه شاعرا أو أديباـ ما هو تعليقك؟
لا أبدا هذا الكلام لا أوافق عليه مطلقا هناك الكثيرين من الشعراء المرموقين لم يعتلوا المنابر ولم يشارك في مهرجانات لأسباب عديدة هم مبدعين ويشار لهم بالبنان وللأسف كثيرا ممن يعتلون المنابر دون المستوى

هناك من يقول أن الأسماء الأدبية البارزة إنزوت على نفسها وما عادت تخدم إلا نفسها وغير مبالية بالجيل الجديد من المبدعين، هل توافقين الرأي؟
لا أوفقك الرأي فهناك الكثير من الشعراء ساعدوا الكثيرين من الشعراء وتم توجيههم للطريق الصحيح أما من ناحية انزواء شعراء كبار فهذا يعود للمشهد الثقافي وتهميش الكثيرين من الشعراء ففضلوا الانزواء على انفسهم وعدم التملق لمن يتحكم في المنابر الأدبية

هل صحيح مبدعونا على كثرتهم كسالى، لا يقرؤون؟
لا أبدا النص الجيد والشاعر المبدع يقرأ المبدعون له وحتى العامة يجذبهم النص الجيد أما معظم ما ينشر الآن دون المستوى لهذا يتجاوزه المبدعون
الفضاء الثقافي في أمس الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، ما تصورك لهذا المشروع؟
لكل حقبة زمنية تجربتها الإبداعية واليوم الساحة مفتوحة امام الجميع وهناك الكثير من المشاريع الثقافية وورش العمل تعمل على النهوض باللغة وتوجه الأدباء الهواة للطريق الصحيح من أجل أثراء المشهد الثقافي

بحكم تجربتك الأدبية، كيف ترين إبداعات الشباب؟.. وما النصيحة التي يمكنك تقدمها إليهم؟

هناك الكثير من المحاولات لدى الكثيرين وأرى تطور في الأداء لدى الكثيرين مع مرور الوقت فهناك من يستفيد من تجارب الآخرين ويعمل على صقل نفسه ليكون له بصمته الخاصة ونصيحتي إن لا يصيب الغرور انفسهم فالطريق الى القصيدة طويل جدا

هناك من يكتب لنفسه، ولغيره، وللوطن، وهلم جرا.. أنت، لمن تكتبين؟
أنا لا أحدد لمن أكتب لكن حب الوطن أكبر دافع ومحفز للكتابة وخاصة حين يكون الوطن يمر بظروف صعبة وحرجة وأيضا الفرح والحزن محفز للكتابة

معظم الكتابات الشعرية للجيل الجديد نجدها عموما في الغزل، ولكنها تكاد تتشابه في المضمون وتفتقد الكثير إلى الأدوات التقنية للشعر، كيف تفسرين ذلك؟
سؤال وجيه وكلام منطقي وجميل كما أسلفت الحالة الشعورية تعكس نفسها على الشاعر وما يعيشه فيجسد تجربته ووجه التشابه تعود لنفس الحالة التي يعيشها الجميع ولا تنسى ان الكل يغرف من نفس الأناء فترى فكرة معينة تصاغ بشكل مغاير ولكن الكل يصب في نفس النهر

ما هي أجمل ذكرى لا زالت عالقة بذهنك؟
الذكريات كثيرة ولكل منها جمالها وتأثيرها على نفسي وأجملها بالنسبة لي حين تخرّجت كطبيبة من الجامعة وأشدّها حزن حين توفّت والدتي.

ما هو آخر نص قرأته فشدّ انتباهك وتمنيت لو كتبت مثله؟
اعتذر عن الإجابة على هذا السؤال لكي لا أزعل أحدا من أصدقائي الشعراء لكن أيّ نص يدغدغ مشاعري أتمنى أن أكتب بمستواه

هل أنت راضية عما قدمته في المجال الأدبي؟
قلت لك أنا ما زلت في أول الطريق ولا أحكم على نفسي بل أترك الحكم للقارئ وأنا من جهتي أجتهد وأقرأ وأبذل مجهود لصقل موهبتي وأترك لي بصمة خاصة

بين العمل والبيت، أين محلك من الإعراب؟
كل سيدة عاملة وربة منزل تجد نفسها أين ما تضعها وتعطي الأهمية لحياتها الخاصة والمجتمعية وتعمل من أجل تطوير ذاتها والمضي نحو الأفضل
من فتح لك باب النشر لأول مرة ؟
طبعا أول ما نشرت في صفحتي الخاصة على (الفيس) وحين وجد الكثيرين من الأصدقاء والمنتديات أن حرفي يستحق النشر والمتابعة نشروا لي الكثير من النصوص والقراءات الأدبية تناولت نصوصي وكتاباتي مشكورين

ما هي آخر التداعيات التي تختتمين بها هذا الحوار؟
اختم الحوار بالشكر الجزيل لكم أستاذ رامي الحاج ولجريدتكم الغراء وللقراء بالجزائر الشقيقة والوطن العربي على منحي هذه الفرصة للتعريف بي كشاعرة من بلد الياسمين
////////////////////////////////////////////////////
لـحـن الـيـمـامـة

قلبي على عرش القصيدة عشقُهُ
والحرف يزهو والقوافي مُمتِعه
**************
أرويهِ من نبض الفؤاد غواية
وأحبُّ درّتَهُ وأمدحُ أربُعَهْ
**************
من كرم هذا الشعر أقطف بعضَهُ
خمرا تعتقه الكؤوسُ لتُرضعَهْ
**************
تجدُ الجمال مِنَ المحافل بسمتي
وعلى العروشِ عروسُهُ متربعَةْ
**************
غنت على لحن الربيعِ يمامة
والناس تأتي كي تروق وتسمعَهْ
**************
يا حالما بغدِ الوصالِ تريدُهُ
الشعر يعرفُ نبض قلبكَ بردعَهْ
**************
فاسكتْ طويلا حين ينطقُ ثغرُهُ
قسما سأجعل من حروفك أمتعه
**************
ستموت يا رجل الظلام بحسرة
ودع الأسود مخافةً أن تصرعَهْ
////////////////////////////////////
قـيـثـارة الـشـعـر

ونظمت حرفا في كتابي ينطق
كجمان بحري بالمشاعر تبرق
**************
أنا إن رسمت الحرف أرسم وردة
والحرف يزهو والهوى استبرق
**************
أقسمت في عينيك يشدوني الهوى
شفتاك يا ورد الفيافي أعشق
**************
وعلى ضفاف النهر بات مسامرا
وتغازل الليل الطيور تزقزق
**************
ينساب عطرا من شقائق مهجتي
حين الغرام على جبين يبرق
**************
قيثارة الصبح العليل و أمطرت
ترنو الى عش الغرام وتسرق
**************
يا مهجتي يا دمعة النهر التي
كل الورود لنور عينك تُطلق
**************
هي شعلة والشعر فيها ملهمي
هذا البيان بكل سطر ينطق

» الى رجل أضاء حياتي اهدي بقلم الشاعرة الطبيبة ليلى الصيني
» كش ملك - ليلى الصيني
» أمي - ليلى الصيني