السبت 23 مايو 2020م
( دراستى النقديه ) لنص صديقة فاضله ، شاعرة راقية ومبدعة متميزة / من أبناء ( تجمع صناع السلام والادباء والكتاب ومبدعى الاقلام ) .( تغريد هانم منصور ) .
**********
( باقية انا ) شعر / تغريد منصور .
***************
باقية أنا...
في نبضك .
سارية في شرايين عشقك
في مد حنانك وجزرك
في طيات أمواجك وجنونك
في ترحالك وحضورك
باقية انا...
في نداءات قوافيك وشعرك
بين سطورك
اتنقل بين فواصلك ونقاطك
أعالج حروفك المنهكة
بقوارير حبري وعطري
لاتحاول صدي...
فانا كنزتك ببرد كانون
وانا دمعة غيمتك الحزينة
ضحكتك اذا ما زارك الفرح
انا كتابك الذي تأوي اليه
مع تزايد بربرية هزائم الضمير
وترف هطول الخيبات
دعك منك لي
لانني نصفك اﻵخر
*****************
( دراستى النقديه )
************
بداية : لدى قراءتى لهذا النص الشعرى الجميل / قررت أن ( أنهج ) ( المنهج البحثى النقدى) لدى دراستى للنص / والمعروف ان المنهج النقدى البحثى / يعد ( أصعب المناهج النقديه ) على وجه الإطلاق لأنه يبحث بكل ( كبيرة وصغيرة ) بالنص الذى يعرض له /// وهو المنهج النقدى الذى أشاد به / ( الناقد الانجليزى / كساجروس ) ،، وأثنى عليه استاذى الذى تعلمت على يديه ( النقد الأدبى ) الاستاذ الدكتور / شوقى ضيف ) وهو علم من أعلام ( النقد بالوطن العربى عامة ) رحمة الله عليه ،،، لذا ، سيكون تناولى لهذا النص الشعرى / ممنهجا ( بالبحثيه ) الراقية والمستفيضة ، أيضا سأعرج على ( المنهج التقليدى ) وأيضا (المدرسة الاغريقيه ) .
**************
( التكنيك الفنى ) :
***********
وأقول : بداية : لقد قامت الشاعرة ( تغريد منصور )بتأسيس (لبنة القصيدة) بافتتاحية قوية وشديدة (التأثير البلاغى ) ، حيث تنامت لديها ( النغمة الموسيقية الداخلية ) للقصيدة ، بما انعكس(إيجابا ) على ( الانسيابيه اللفظية ) وما استتبع ذلك من أفكر تم تسطيرها (بسيمتريه متكامله )ورائعة ، حيث بدأت نصها المغرق فى ارقى وأعذب رومانسيات بقولها ( التقريرى ) الواضح ( باقية انا فى نبضك ) ،،، هى بدأت نصها بقوة ووضوح وصراحة مطلقة معلنة مدى شوقها ،وتوقها ،ورغبتها فى البقاء والانتماء لقلب الحبيب ، فلننظر لقولها ( اتنقل بين فواصلك ونقاطك أعالج حروفك المنهكة بقوارير حبرى وعطرى ) ( تشكيلة بلاغية رائعه ) جمعت لنا ( عدة لوحات شعريه ) جميله ومتناسقة ومتتالية /) هى (المصداقية ) فى البوح والتعبير وتبيان كوامن نفسها التواقة لرؤية الحبيب ، قمة ( الميلودراما الشعرية ) ،وهو ذات البوح الذى طالعناه برائعة الكاتب (الروسى / تولستوى ) ورائعته ( أنا كارمينا ) وعلى لسان بطلة الرواية (انا كارنينا ) حيث توجه حروفها لحبيبها (فرونسكى ) واللذى انجبت (طفلة ) منه تدعى ( رنا أنوشكا ) حيث قالت { لو كان الأمر بيدى لسافرت مع الرياح وامتطيت السحاب وسبحت بالفضاء باحثة عن دفئك،وروحك ، وعشقك الأبدى - حبيبى (فرونسكى } ، وكذلك قل الشاعره ( تغريد منصور ) ( لاتحاول صدى فأنا كنزتك ببرد كانون وانا دمعتة غيمتك الحزينه ) ،، هى تريد اخبارنا بمدى ( تعلق قلبها ) ب قلب الحبيب والذوبان بمشاعره ،،، وهو يعد بمثابة ( البحث عن الحبيب ) لتبثه الحبيبة اعذب مشاعرها ،، حتى انها تحاول ان تبعده عن فكرة ( صده وهجرانه لنها ) وتحذره من ذلك ،،،، بما يذكرنى بقول (الفيلسوف الفرنسى /// فولتير ) ( لو لم يجد المحب حبيبته فى الأرض ،فعليه البحث عنها بين أجنة الرياح وبين أمواج البحار والمحيطات وبين طيات نفسه الملتاعة ، فحتما سوف يجدها يوما ما ) .
**************
( العنصر البلاغى ) :
***********
اتسم النص بتوجهه البلاغى المثير ،وتجلى ذلك بقوة فى حروف الشاعرة ،والتى اتسمت كلماتها بالبساطه الرائعة ، وهى التى صاغت القصيده المحترمه ، والقصيدة الملتزمة التى تتضح بجلاء قدراتها البلاغية على تنسيق المفردات الشارحة المعانى البليغة والمفردات اللغوية ذات التأثير الواضح ، ، وهو ذات اسلوب (الأدب العربى ) الملتزم (بالمقهوم- والصور ) كقول الشاعرة ب ا( استهلالية ) نصها ( باقية انا فى نبضك ) ،، ( بداية نقول ان ( العنوان ) ( باقية انا ) يدلل على ان النص سيحكى لنا ( حكاية درامية ) متشعبة الاحداث ،،، فهى تقول ( باقية انا فى نبضك / سارية فى شرايين عشقك ) ،،، هى ( التقريرية المباشرة ) ( باقية انا و ( التوكيد اللفظى ) ،،، والذى يستمر ( ب تتابعية متصلة السياق ) ( فى مدك وحنانك وجذرك ) ،، هو اللون الشعرى العربى الواضح بقصيدتها الجميلة ) وهى الدهشة ، وهى الحيرة ،وهى الشوق بذات الوقت ( تضفيرة وتوليفة شعرية ) رائعة للغايه أتت بها الينا الشاعره (تغريد منصور )، لأنها اتخذت (نسقا عربيا رصينا ) ،فقصيدتها مغرقة ف ىالرصانة العربية بالطبع ،، كقولها ( مدك / جذرك ) و هو مايعيدنا من المعروف طبعا ان القصيدة العربية ذات مكانة راقية وسامية لارتكازها لأسس ومناهج ومدارس شعريه وضوابط معينه ، واغراض شعريه معروفه ،، كالحب والرثاء والمديح والوصف وادب الحرب والرومانسيات، ثم تستمر الشاعرة ببوحه الرقيق ( فى طيات أمواجك وجنونك / فى ترحالك وحضورك ) هو الذوبان بذات الحبيب // كقول الشاعر العربى العراقى الكبير( الحسن بن هانئ الحكمى /الشهير- أبو نواس) ( أموت ولا أدرى وأنت فتلتنى// ولو كنت تدرى ،كنت لاشك ترحم) وكذلك / قول شاعرناالعربى الكبير( على بن احمد بن محمد - الشهير-ابن معصوم )وقوله الرائع : (بغرض الغزل ) ( أى ذنب فى هواكم أذنبه ؟؟ مغرم لم يقض منكم أربه /// أوجب البين له فرط الأسى/// بجفاكم ، ياترى ما أوجبه ؟؟ ) ايضا استمرارية بوحها الصادق بقولها ( باقية انا فى نداءات قوافيك وشعرك / بين سطورك ) اصرار كبير من الحببة على ( الانصهار بروح الحبيب ) ،، هو الحب العذرى الكبير // والذى يذكرنى بقول الشاعر الجاهلى الكبير( احمد بن جعفر بن موسى / الشهير /جحظه البرمكى )( جانبت أطلب -لذتى وشرابى// وهجرت بعدك عامدا- أصحابى // إن كنت تنكر ذلتى ،وتذلّلى // ونحول جسمى وامتداد عذابى /// فانظر إلى بدنى الذى موهّته// للناظرين ، بكثرةالأثواب) . بنص شاعرتنا الفاضلة لاحظت ذلك ، هى النزعة الدرامية التى سيطرت على افكار وكتابات معظم الشعراء، وهى التى تسود معظم القصائد الرومانسية بالطبع ، وتتابع الشاعرة بوحها الرقيق بقولها ( لاتحاول صدى فأنا كنزتك ببرد كانون ) / هى التضحية فى سبيل الحبيب .
************
التلازميات )
ــــــــــــــــــ
حفل نص الشاعرة ( تغريد منصور ) ببعض التلازميات بالنص كقولها ( مد / جذرك ) و ( طيات / أمواج ) و ( قوافيك/ شعرك ) و ( سطور / فواصل / نقاط ) و ( قوارير حبرى ) و ( عطرى ) و ( برد / كانون ) و ( دمعتك / الحزينه ) و( ضحكتك / لفرح ) و ( هطول / خيبات ) ،،، كل هذه (التلازميات ) انعكست ( ايجابا ) على المعنى العم للنص ،، و زاتد المعنى وضوحا وإبهارا .
****************
*( توظيف الظواهر الطبيعية ) :
******************
قامت الشاعرة وباقتدار رائع بتوظيف بعض الظواهر الطبيعية بنصها ، كقولها ( مد ) و ( جذر ) و ( نبضك ) و ( أمواجك ) و ( برد كانون ) و ( هطول ) ،، ايضا بما انعكس (ايجابا) على المجمل العام لمعانى النص .
***********
(المحسنات )
*********
حفل النص بعدد رائع من محسناتها اللفظية ك قولها ( سارية فى عشقك ) و ( فى نداءات قوافيك ) و ( أعالج حروفك ) و ( اتنقل بن فواصلك ) و ( زارك الفرح ) و ( تأوى اليه ) و ( فأنا كنزتك ) و ( ترف هطول ) و ( طيات أمواجك ) و ( دعك منى ) و ( فى مد حنانك ) إلخ // كل هاتيك المفردات الراقية والرصينة أسهمت للغاية فى(البناءالبلاغى ) فزادت النص رقيا ورصانة وسموا بلاغيا يحسب للمبدعة شاعرتنا القديرة .
***********
(الجناس ) :
*********
أتت لنا الشاعرة (((بجناس ناقص )))) بقولها ( حضورك / حبرى / عطرى ) و ( ترحالك / أمواجك ) و ( غيمتك / ضحكتك ) ،، وغيرها من انواع الجناس الناقص ، بما أكسب النص الكثير من (الحلى اللغوية ) ،، والنحوية الراقية .
**************
(عنصرالحركه ) :
************ أ
أوردت لنا الشاعرة عدة (حركات ) كقولها ( نبضك ) و ( مد ) و ( جذرك ) و ( ترحالك ) و ( حضورك ) و ( اتنقل ) و ( أعالج ) و ( ضحكتك ) و ( زارك ) و ( هزائم ) و ( هطول ) ،، و (كل هذه ( المفردات الحركيه ) )،،، صبت بمصلحة النص (حركيا / تحريكا للمفردات ـ لتحريك أحداث النص ) لاضفاء ( صفة الحياه والحركه ) على مجمل معانى النص .
*****************
* ( المعالجة الدراميه ) :
***********
لابد للمبدع من (معالجه دراميه لنصه ) سواء كان (شعرا / نثرا//رواية / قصة قصيرة / مقالا ) وهنا نجحت شاعرتنا فى معالجتها الدرامية ، حيث أنهت النص بقولها ( دعك منك لى ) هو ( عنصر التشويق ) ومحاولتها ( استمالى قلب الحبيب ) ( استمالته / م وإليها ) هى ( تشكيلة لفظية وبلاغية ) بقمة الرقى بالطبع ( منك / لى ) هو ( استعراض واضح ) ل ( بلاغة شاعرتنا ) وقدرتها الراقية على ( ال تلاعب بالحروف / منك // لى ) بما يعطينا الدلالة على انتواءالشاعرة (إحداث المعادل الموضوعى ) باختيارها إنهاء النص بهذا ( النداء العاطفى ) لأننى نصفك الآخر ) ،،، حيث رأت الشاعرة تقريب المسافات بينها ( كعاشقة تبحث عن الحبيب )وتترقب عودته لها حتى ولو عن طريق ( الأمل القادم ) عن طريق (امنياتها انقشاع ظلمة الهجر وبزوغ نور الأمل بعودة الحبيب ) ، بما يفينا ببلاغة الشاعرة وقدرتها الفائقة على ( إنهاء النص ) (بصورة شعرية مغرقة فى الخيال وواضحة تماما ) ألستها ( ثوب الأمنية ) ( الأمل فى الغد // فى اشراقة جديده تحقق احلاما بأرض الواقع ، وحسب رؤيتها (الأيديولوجية ) (للأمل ) الكامن بنفسها الحبيبة العاشقة الشاعرة ،
*********************
مختتــــم :
*******
لقد أبدعت شاعرتناالفاضله الاستاذه ( تغريد منصور )بنصها فجاء ( تحفة شعرية / مبهره / جميله / جاءت مغرقة فى أسمى الرومانسات المغلفة بالكلاسيك ) ومطرزة بتوظيفاتها المثالى ، لمجمل ( الاحداث الدرامية ) للنص// بما انسحب (ايجابا ) على المعنى العام للنص فزاده روعة / ألقا/ تميزا/ رقيا فكريا وثقافيا ) لاحرمنا الله روائعك شاعرتنا القدير وكل عام وحضرتك بخير .
شكرا بحجم المدى للأديب الكبير والناقد الصديق رفعت محمد بروبى لدراسته النقدية لنصي المتواضع (باقية انا) وامتناني العميق لجهوده الرائعة في تسليط نور دراسته على حروفي
كل عام وأنتم بألف خير