موضوع: فاقد الشئ لا يعطيه - روان ملاك الأحد يونيو 21, 2020 12:14 am
فاقد الشئ لا يعطيه .. وتحسست جبهتي المتورمة فنزلت دموعي بسخاء حين رأيت الأطفال بأحضان أمهاتهم إلا أنا! ربما ذلك أثار فضول أحد الأطباء فتقدم إلي متسائلا عندها تعثر جوابي بعدما فضحتني دموعي.. بيديه الحانيتين مسح دمعي وقادني برفق إلى غرفة الفحص كان هناك جمع من الأطباء والممرضين وكأنهم ملائكة الرحمن! ربما أسئلتهم المتتالية زادت من وطأة إنفعالي فالتصق الصمت بجوف حلقي وعللته الشهقات العميقة لدرجة الاختناق! لربما أنه كان أصعب موقف أتعرض له بحياتي لأن الألم كان يعصف بروحي قبل جسدي لدرجة القنوط حين فحصني الطبيب أمر بحقنة وحقنني بالوريد..مفعولها جعلني أحس بغليان يصعد من أخمس قدماي حتى مكمن اختناقي وهناك كدت أفقد روحي بتلك الإنقباضات المتتالية وحدها الدموع كانت تصارع تلك الأنفاس وقلق الأطباء! وفجأة أحسست بخفقان شديد سرعان ماتلاشى حتى السكون بعدها شعرت بسلام عجيب! جعلني أستغرق بنوم عميق ربما لساعات طويلة! حين صحوت وجدت نفسي محاطة بالأطباء! سألني أحدهم عن إسمي فإبتسمت بغموض وقلت أنني نسيته! وتوالت الأسئلة ومعها أجوبتي المبهمة تزاول الرد! كان إصراري على نكران هويتي عقاب لتلك الأيام التي قضت على كياني فجردته من أسمى علامات البراءة! وحين رفضت الرضوخ لواقعي أقسمت أن لا أعود لعالم هالني بكل المقاييس صدى عنفه وقسوته! تمت الإجراءات وتم عرضي على قاض الأحداث وهناك أدركت أن القرار هو قراري ولأن القاضي كان ملما بتلك الأمور أعطاني ورقة وقلم وطلب مني أن أكتب كل ما أريد قوله! كتبت كلمات مختصرة لكنها جعلته يجهش بالبكاء ويسألني بتعجب :لله درك بأي الكلمات تكتبين! فأجبته :أرجوك سيدي أنا بحرب ولاسلاح لي غير أياديكم الأمينة جراحي قد تلتئم لكن الندوب مستحيل أن تشفى أرجو الحماية! قرر بعدها سيادته وضعي بدار الطفولة المسعفة للأطفال الأيتام كان دخولي هذه الأسرة كضيفة مرحب بها وسط أمهات وأطفال مرحون بقمة الروعة وكانت جلساتي عند مختصة نفسية مريحة جدا! لكن حسرتي على فراق إخوتي وشوقي لهم.. بل خوفي عليهم من جعلني أنعزل وأحس باكتئاب شديد كانت الكتابة الفضاء الوحيد الذي يخرجني من تلك القوقعة للحظات فقط! روان ملاك