أحمر شفاه .. فوز حمزة

نظرتُ إليّ بتمعن .. تذكرتُ ما فعلتهُ البارحة فأكلني الندم .. تمنيتُ لو يعودَ الزمن بيّ فأعيدُ ترتيبَ كلَ شيء كما أحب .. لكني كنتُ أعرف إن ذلك ضرباً من المستحيل .. فازداد غضباً .. حركتُ رأسي يميناً وشمالاً .. اصطدم أنفي بها .. شعرتُ ببرودة خفيفة ايقظتني فأخذتْ تحدثني :
- لماذا لم تخبريهِ؟ دائماً لكِ نفس الخطأ .. تخلقينَ الأعذار للهرب .. الجبن يكبلكِ .. كانَ قريباً منكِ .. هل تعتقدينَ إن فرصة كهذه قد تتكرر مرة ثانية ؟! لا أعتقد ..
- نعم .. وانا أيضاً .. لا اعتقد .. كان قريباً مني حتى شعرتُ بعطرهِ يحتل أنفاسي ..
- لكنكِ بلهاء مثل كل مرة .. تعودين والخيبة تسبقكِ بخطوة .. لِمَ لم تحدثيهِ ؟
- لم أعرف السبيل إلى ذلك ..
- لو كنتِ تعشقيهِ حقاً لوجدتِ الدرب قبل الخطوات ..

- بل أهيمُ به .. لكن التردد يهزمني كل مرة .. يرفعُ رايته فوق مدني المحترقة .. غربانه السود تحوم فوق رأسي .. تنتظر أن أعلن خيبتي وانكساري .. ريحُ الخجل تطفىء شموعي فلا أعود أبصر شيئاً ..
- لكنْ .. نظرة من عينيكِ وسيفهم .. فالعيون نوافذ القلب .. سهامها لا تخطىء الهدف ..
- عينيّ يكبلها الحياء ..
- لمسة من يدكِ .. تعيدُ الحياة للنبض الساكن .. كلمة من شفتيكِ تهزم الخوف .. أيتها الغبية ..

قبل أن أغادر مكاني .. تناولتُ أحمر الشفاه وكتبتُ على مرآتي كلمتين
سأظلُ غبية .